|

السلام سفير النهضة والتنمية 

الكاتب : الحدث 2022-01-18 01:28:25

إقرأوا المزيد عن السلام في الإسلام  فقد ذابت الفوارق بين الأنصار و المهاجرين وحصل أعظم سلم شهده العالم بفضل السياسة و الحكمة المحمدية على نبينا أفضل صلاة وأزكى تسليم فهو نبي السلام و رسول الإسلام حيث انطلقت بعده مسيرة البناء و التنمية ، فانتشار الدين الحنيف بقوة و أريحية لدى الدعاة كان في صلح الحديبية ، فقد ترتب على هذه الاتفاقية التي عُقدت بين النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين من جهةٍ والكفار من جهةٍ أخرى كثيرٌ من النتائج والآثار، ولأجل ذلك سماها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فتحاً مبيناً ، وهذا السلم المؤقت جعل تحركات سفراء الإسلام و السلام يبينون للناس سماحة الدين وتقويمه لأخلاق وتهذيب المجتمعات أمراً رائجاً في المناطق و الأقطار العربية ، و أسهم بقوة في رسائل النبي للإمبراطوريات الحاكمة للأقوام الرومية و الساسانية و الحبشية ، و قد أثمر ذلك بإسلام النجاشي .
والسلام الذي تولد في عهد الرسول ينقسم إلى قسم مكي و قسم مدني 
فالمكي كان السلم و الطمأنينة في قلوب المستضعفين باعثة من صدق الإيمان وخلفّ وراءه أعجاب الناس بهذا الدين و انتشر رغم التعذيب و الإقصاء الذي حصل لآل هاشم في الحصار الآثم ، ومع ذلك فقد حصلت معجزات بينت للمشركين عظمة الله الذي أرسل رسوله ودخل اليقين للمؤمنين بأنهم على الحق وهي أكل الحشرة لميثاق المقاطعة بجوف الكعبة . فسالم أهل مكة آل هاشم من جديد . 
وفي العهد المدني تولد السلم بين الأفراد و الجماعات و استأنس الذميون وأمنوا على أموالهم و أولادهم وباعوا واشتروا وراجت تجارتهم في قلب العاصمة الجديدة ، بعد أن أعلنوا السلم و عدم المحاربة و بعد فتح مكة دانت الجزيرة العربية لهذا الدين الجديد الذي يوصي بشمائل الاخلاق الحسنة .
وقد اعتمد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قواعد الإسلام والدعوة إليه، في التعامل مع المخالفين، والتي تشتمل على أمور منها:
- بيان الحق لهم كما أنزله الله حرصاً على هدايتهم.
- أن يكون البيان واضحاً لا لبس فيه، وهذا هو القول السديد والبليغ والمعروف.
- أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو القول اللين والميسور والحسن. وخاصة مع الزعماء و الرهبان و القسيسين من أهل البلاد المجاورة لمكة المكرمة والمدينة المنورة ، وقد كان هذا الهدي المحمدي سبيل الصحابي عبد الله بن عباس مع الخوارج أصحاب الغلو في الفكر والتكفير والقتال، وذلك بأسلوب مقنع كشف به الشبه ونصح لهم بطريقة حوارية عن طريق السؤال والجواب ، وقد أسفر عن (سلام عام ) و تراجع أغلب أهل الأهواء بعد التعامل السلمي مع شبهاتهم و آرائهم الضالة ، 
ورفع الجهل بالحجة ، و قبول الإختلاف مع الخصوم والوصول لنقطة تفاهم و تعايش . هذا هو أساس السلام فاهل الكتاب بقوا على ديانتهم بعد أن رضوا بالجزية و حماية الرسول لهم من الظلم و الإعتداء . وعلى النقيض والضد من السلم والتنمية والأمن (الحرب و الإضطرابات و الخوف )
يقول الشاعر 
والضد يظهر حسنه الضد .. وبضدها تتميز الأشياء 
وللغزل نصيب في لحظاتنا 
فالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مُبْيَضٌّ
‏والشَّــــعْرُ مِثْلُ الليلِ مُسْوَدُّ
‏ضِدَّانِ لمّا استَجْمَعا حَسُنــــا
‏والضِّدُّ يُظْــهِرُ حُسْــــنَهُ الضِّـدُّ
ونعود لمحور ساحتنا عن السلام السقيا العقل و الروح 
وهذا جزء من تعامل الرسول الرحيم بأمته في جعل السلام يقود للتنمية و النهوض بالبلد فقد قبل واستوعب العقول و القلوب المحبة له مع اختلاف الثقافات وتنوع المهاجرين للمدينة المنورة وهذا من آليات إنتاج المعارف والسلوكيات المختلفة ، 
وفي السلام العالمي لعهد النبي فقد بعثت الملوك الهدايا للنبي ومنهم المقوقس فقد أستقبل النبي هديته بأفضل أسلوب إجتماعي وهو الزواج منها ودخول ماريه في ال محمد وقد أثر هذا التصرف النبيل في قلوب الأقباط ودخلوا مع الخلافة الراشدة بكل سلاسة و سلام ، و تعايش الأقباط مع المسلمين مع أن الرومان حاربوا تلك الدعوة . 
وبعد هذا النهج النبوي نعرج على سلم الحضارات الإنسانية التي ساهم الإستقرار السلمي بنهوض الإمبراطوريات ومنها الصين القديمة تاريخياً،وهي الحضارة المهيمنة في شرق آسيا، وكانت أيضاً الحضارة ذات التأثير الأكثر سيادة في المنطقة التي وضعت الأساس الثقافي لحضارة شرق آسيا في فن البناء والعمارة ومنها السدود و القصور و الأسوار ، والطب البديل . والإستقرار في الحضارة البابلية ساهم بنهوض علوم الفلك و الزراعة ، و السلم و الإستقرار في حضارة المايا شجعهم بالمتعة و اللعب في جميع أنحاء أمريكا الوسطى و تلعب بكرة مطاطية في ملعب كبير بأطواق حجرية ، ناهيك عن الأهرامات و الفلاحة و صقل المعادن الثمينة .

 

الكاتب / لافي هليل الرويلي
@lafy1427