|

هي لا تعرف من أنا.. ولكني أعرف من هي!! 

الكاتب : الحدث 2023-02-04 12:01:09

الكاتبة شفياء الاسمري
 
قال أحد الأطباء دخل عيادتي عجوز يناهز الثمانين من العمر لإزالة بعض الغرز له من إبهامه..
وذكر انه في عجلة من امره لأن لديه موعدًا في التاسعة مهم في حياته ...
قدمت له كرسياً وتحدثنا قليلاً وأنا أزيل الغرز واهتم بجرحه ، سألته إذا كان موعده هذا الصباح مع طبيب في عيادة أخرى فلذلك هو في عجله من أمره؟! 
فأجاب : لا ' لكني أذهب لدار الرعاية القريبة من المشفى كل يوم في نفس الموعد لتناول وجبة الإفطار مع زوجتي..
اخذني الفضول أكثر فسألته : عن سبب دخول زوجته لدار الرعاية ؟! 
فأجابني : إنها هناك من مدة لأنها مصابه بمرض الزهايمر وضعف الذاكرة الشديد ، انتهيت من التغيير على الجرح ، وقلت له وهل ستقلق زوجتك لو تأخرت عن الميعاد قليلاً! 
فأجاب إنها لم تعد تعرف من أنا..قلت في دهشه ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت ؟!
ابتسم بحب وقال وهو يضغط عل يدي ويقول هي لا تعرف من أنا ..ولكني أعرف من هي !! 
 قال الطبيب اضطررت أن أخفي دموعي حتى رحيله وقلت في نفسي ،هذا النوع من الحب والوفاء الذي أريده في حياتي وعلمني درساً مهم في حياتي ..

فماذا نرى اليوم من المحاكم والشٌرط والمصائب بين الزوجين لماذا نسيتوا الفضل بينكم ،لماذا فقدنا الخيرية التي تكلم عنها سيد البشر صلى الله عليه وسلم قبل  سنين بقول ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي أهله))زوجته، أو زوج ، وأمه، وأبوه، وأولاده، كلهم أهله، يحسن إليهم، وينفق عليهم، يمنحهم حبه ووقته لا يفسد عليهم لحظات الحياة الجميلة، يا معشر الرجال والنساء اتقوا الله في أسركم تعرفوا على حقوقكم وطبقوا واجباتكم عيشوا من أجل بعضكم البعض، حتى بعد الطلاق لا تفضحوا ستر الله عليكم ولا تنسوا الفضل بينكم، لا تحزنوا على معروف اسديتموه ولم تجدوا ثمنه ،وتذكروا أن ماعند ربكم خير وأبقى .