|

وأخيراً سقط العملاق !

الكاتب : الحدث 2021-04-17 07:53:06

بقلم / حنان محمد الثويني

في كل بيت تجد أفراد الأُسرةِ مختلفون متفاوتون إذ يتميز كل واحدٍ منهم بأطباع وسلوكيات معينه 
كأن تجد أحدهم :
صارم ، فكاهي،ثرثار،مُتحدِث

متمكن،هادىء،مُستمِعٌ جيد،حنون،مُتقلِّبٌ مُتردد ، شجاع ، جبان...وووو..

كل أولئك هم لاجئوون عند الفرد الذي يكون في غالب الأمر هو الوحيد في كيان الأُسره الذي:
يتحمل الأذى والكلمات الكاسره والإنفعالات الحاده والطعنات والإهمال والإحتقار والإبعاد والإستهتار والهمز واللمز والسخريه 
والنسيان إذ لايتذكرونه ولا يعرفون قيمته إلا في قلب الأزمات ...!!

ولا يدلّون مكانه إلا حينما يفقدون 
الحلول والخلاص من الهموم 

العملاق الحنون جامِعٌ لكل صفات التفاني والإخلاص والتضحيه ومُبقي على آخر آصره من أواصر القرابة والمحبه ومتمكن من كبِحِ نوازع العصبيةِ والإنتقام ورد الصاع لصاعٍ مثله ..

العملاق الحنون لاتُحدثه نفسه بالتخلي عن مبادءه الجميله وأخلاقه الرفيعه في سبيل إسعاد من حوله 
وتقديم مايستطيع من بذلٍ وإحسان غير مُنتظرٍ للمقابل والجزاء غير جزاء السعادةِ والفرح ..

عِملاق رقيق في كيان الأُسره لايجدُ من يستمع لأحزانه ويمتص أوجاعه ويمسح دمعاته ، ولاجىء لغرفته وأشياءه وأوراقه وكلماته يكتب السطور بقلبِ باكٍ وآمآل متهدمه 
إذ تخلى الجمعُ عنه وتركوه على كرسي الوحدة الهزاز يتقدم للأمام وينحني للخلف يتذكرُالوجوه الحزينه حين تلجأ إليه متوسله، وحين تُغادره 
وقد نالت حاجتها منه دون شُكرٍ وعرفان !!

آن للعملاق أن يتهاوى ويسح الدمع 
على أفراد أسرته الذين لايتذكرونه إذا رحل ولا يشتاقون إليه إذا أبطىء ولا يسألون عنه إذا غاب وكأن مكانه لم يكن مشغولاً بالأمس !!

وياليت المواقف نالت من العملاق إلى هذا الحد ...!!

بل قد يصل الأمر لئن يشكّكون في نواياه ويخفون عنه أشياءهم الثمينه 
ويتخوفون من زيارته إليهم ويتلونون أمامه ويترددون في سرد أحداثهم الحقيقية ويشعرون أنه عدوٌ مُخرِّب ولايتمنى لهم إلا الشرور والدمار ..

لكن .. ما أن تُذهلهم النائبه حتى يعودون لطرق بابه متوجعون منكسرون لأنهم يعلمون أنه عملاق بالحنان والوفاء ونبيل الأخلاق والشهامه وأنه سيُناضل في سبيل حمايتهم وإمدادهم بالعاطفةِ والأمان ... وهكذا وفي كل مره... يُعاد سيناريوالأُسرة القائمه على حطام فردِهم العملاق إذ لاتتغير هواجسهم السيئة نحوه للأبد .. بكل أسف..!