الشتاء السعودي بطابع مختلف"
بقلم الكاتبة والاديبة : شفاء الوهاس
في المملكة العربية السعودية، تتجلّى الطبيعة بأبهى صورها عندما تتزيّن الأجواء بالمطر، وتكتسي بعض مناطقها بحلّةٍ نادرة من الثلوج، في مشهدٍ يجمع بين الهيبة والجمال ويأسر القلوب قبل الأبصار
فمع هطول الأمطار، تتبدّل ملامح الأرض؛ فالصحراء التي عُرفت بجفافها تنبض بالحياة، وتفوح منها رائحة الأرض المبتلّة التي تبعث الطمأنينة في النفوس. تتشكل الأودية والجداول، وتكتسي الروضات باللون الأخضر، فتغدو الرحلات البرية أكثر متعة، وتتحول السماء الملبدة بالغيوم إلى لوحة فنية تفيض بالجمال والسكينة
أما في شمال المملكة، فتأتي الثلوج لتضيف سحرًا استثنائيًا لا يتكرر كثيرًا. في مناطق مثل تبوك والجوف وحائل ، تتساقط الثلوج بهدوء لتغطي الجبال والسهول برداءٍ أبيض ناصع، في مشهد يبعث الدهشة والفرح. يخرج الناس للاستمتاع بهذه اللحظات النادرة، يلتقطون الصور، ويعيشون تجربة شتوية فريدة تمتزج فيها برودة الطقس بدفء المشاعر…
هذا التنوع المناخي الذي تشهده السعودية يعكس غنى طبيعتها واتساع جغرافيتها، حيث تجتمع الصحراء والمطر والثلج في وطنٍ واحد وتبقى هذه الأجواء الجميلة مصدر إلهام وراحة، تذكّر الإنسان بعظمة الخالق وجمال الكون، وتمنح اللحظات البسيطة معنى لا يُنسى
حتى المشروبات كان لها نصيب من الطرافة؛ فالقهوة العربية والشاي أصبحا رفيقي كل لحظة، بينما تباهى البعض بشربهما في الهواء الطلق وسط الثلوج، وكأنهم يوثقون إنجازًا نادرًا. أما وسائل التواصل الاجتماعي، فامتلأت بمقاطع وتعليقات ساخرة تعبّر عن دهشة السعوديين من هذا التحول الكبير
ولم يكن تغيّر الطقس مجرد ظاهرة طبيعية، بل تجربة اجتماعية مليئة بالمواقف الطريفة التي أضفت على الشتاء السعودي روحًا مرحة، وجعلت من البرد والثلوج حكايات تُروى بابتسامة.