|

402 مليار دولار صافي ديون 124 شركة طيران منذ نهاية 2019

الكاتب : الحدث 2021-10-29 12:45:35

في الوقت الذي تستعد فيه شركات الطيران العالمية الكبرى لتعافي القطاع من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، يرى المحلل الاقتصادي ديفيد فيكلينج أن هذه الشركات تواجه مستقبلا مجهولا في ظل التحديات التي تواجه الصناعة.
ورغم ذلك تواجه شركات الطيران تحديات كبيرة حيث ارتفع صافي ديونها بأكثر من الثلث منذ نهاية 2019 بين 124 شركة طيران تغطيها وكالة بلومبيرج ليصل إلى 402 مليار دولار.
ويحتاج سداد هذه الديون وخدمتها إلى أرباح تشغيل استثنائية في الوقت الذي تحتاج فيه شركات الطيران إلى الإبقاء على أسعار التذاكر منخفضة لجذب المسافرين وتشجيع الركاب على السفر.
ويرى فيكلينج أن الفترة الأسوأ لقطاع الطيران في العالم ربما لم تأت بعد، حيث سيسعى المقرضون من القطاعين العام والخاص الذين ضخوا أموالا ضخمة لمساعدة شركات الطيران أثناء فترة الجائحة إلى استرداد أموالهم.
يأتي ذلك في وقت رفعت فيه شركة صناعة الطائرات الأوروبية أيرباص أرباحها وتدفقاتها النقدية المستهدفة للمرة الثانية خلال العام الحالي مدعومة بتعافي صناعة السفر والطيران الذي سيؤدي إلى زيادة نشاط شركات الطيران.
وتتوقع الشركة وصول أرباح التشغيل المعدلة للعام الحالي إلى 4.5 مليار يورو (5.2 مليار دولار) مقابل توقعاتها السابقة وكانت أربعة مليارات يورو، بحسب ما أعلنته الشركة أمس، أثناء إعلان نتائج الربع الثالث.
وأشارت وكالة بلومبيرج للأنباء إلى أن شركة صناعة الطائرات الأوروبية قدمت لمحة بسيطة بشأن توقيت خطتها المستمرة لتعديل إنتاجها من الطائرات ذات الجسم الضيق، في حين قدمت أهدافا أعلى لمنتصف 2023.
وبلغت أرباح الشركة المعدلة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي قبل حساب الضرائب والفوائد 3.4 مليار يورو من خلال إيرادات بلغت 35.2 مليار يورو.
وأعلنت الشركة إتاحة 400 مليون يورو كمخصصات لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
من جهة أخرى، أعلنت شركة الطيران منخفض التكاليف الإيرلندية ريان أير هولدنجز اعتزامها خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنشطتها، من خلال استخدام معدات كهربائية في نقل الحقائب وتقديم الخدمات الأرضية في 11 مطارا أوروبيا ومنها مدريد وأمستردام وأوسلو.
وأشارت بلومبيرج للأنباء إلى أن أكبر شركة طيران منخفض التكاليف في أوروبا ستستخدم عربات كهربائية لنقل الحقائب وجرارات كهربائية لجر الطائرات في المطارات، بالاشتراك مع شركتي أزور هاندلينج ومينزيس أفياشن، بحسب ما ذكرته ريان أير في بيان.
وستسمح شركة أزور لشركة الطيران الإيرلندية بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية من خدماتها الأرضية في ثمانية مواقع بإسبانيا، وهو ما يخفض ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وذكرت بلومبيرج أن شركات الطيران العالمية تواجه ضغوطا متزايدة لتقليل الانبعاثات الكربونية مع تعافي الطلب على خدمات السفر في أعقاب انحصار جائحة فيروس كورونا المستجد.
وعلى عكس السيارات أو محطات الكهرباء، فإنه من الصعب جدا التخلص من الانبعاثات الكربونية من الطائرات، بسبب الجدول الزمني الطويل المطلوب لتطوير طائرات تعمل بأنواع وقود نظيف، وكذلك اشتراطات الأمان والسلامة في الطائرات.
ودعت شركات صناعة الطائرات والصناعات الجوية العالمية الكبرى، وفي مقدمتها بوينج الأمريكية وأيرباص الأوروبية، في وقت سابق إلى زيادة التنسيق بين الحكومات والباحثين وصناعات الطيران والطاقة لدفع التقدم نحو الوصول إلى صناعة طيران من دون انبعاثات غازية بحلول 2050.
جاء البيان المشترك لشركات الصناعات الجوية قبل انطلاق القمة العالمية للمناخ "كوب 26" التي تستضيفها مدينة جلاسجو الاسكتلندية مطلع الشهر المقبل.
وأذاع البيان في العاصمة البريطانية لندن رئيسا قطاعي التكنولوجيا في كل من أيرباص وبوينج إلى جانب شركات صناعة محركات الطائرات جيه.إي أفياشن وسافران وبرات آند ويتني ورولز رويس هولدنجز، وشركة صناعة الطائرات المقاتلة الفرنسية داسو أفياشن.
وتستهدف الشركات الموقعة على البيان حشد مجموعة من المبادرات تشمل تصميم الطائرات وتطوير محركات جديدة وإنتاج وتسليم وقود طائرات صديق للبيئة. كما تسعى المجموعة إلى توفير الدعم لدراسة ما إذا كان يمكن لصناعة الطائرات التحول إلى استخدام الهيدروجين كوقود خال من الكربون في المستقبل.
ويواجه قطاع الملاحة الجوية معضلة صعبة في جهوده الرامية إلى مراعاة البيئة، فكيف له أن يسير مزيدا من الرحلات وأن يخفض في الوقت عينه انبعاثاته الغازية إلى حد كبير. ووفقا لـ"الفرنسية"، نقلت طائرات القطاع 4.5 مليار راكب 2019، مصدرة 900 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي نحو 2 في المائة، من إجمالي الانبعاثات العالمية.
وفي مطلع تشرين الأول (أكتوبر)، التزمت الرابطة الدولية للنقل الجوي بـ"تصفير صافي انبعاثات" ثاني أكسيد الكربون في 2050، في حين كانت تنوي في السابق تخفيضها إلى النصف، حاذية بذلك حذو الشركات الجوية والمطارات والصناعيين في أوروبا.
وعلى صعيد الدول، يعتزم الاتحاد الأوروبي تخفيض انبعاثاته بواقع 55 في المائة بحلول 2030 نسبة إلى 1990، بما في ذلك في القطاع الجوي، أما الولايات المتحدة، فهي تنوي خفض انبعاثات قطاع الرحلات التجارية 20 في المائة، بحلول 2030، مقارنة بالوضع الراهن.