|

المصاحبة البيداغوجية بكلية الآداب و العلوم الانسانية جامعة ابن زهرا

2017-09-09 08:47:44

تندرج فكرة الطالب  المؤطر المصاحِب ضمن تدبير المصاحبة البيداغوجية  المرتبطة  بالارتقاء بالتكوين المستمر للطالب المؤطر و الطالب المستفيد المصاحَب، حيث يهدف المشروع إلى تطوير الممارسات التعَلُمية، و كذا الرفع من مستوى التحصيل الدراسي للطلبة المصاحَبين،  مع  تشجيع المصاحِبين على استثمار كفاياتهم العلمية و المهارية من خلال إشراكهم في هذه الأوراش العلمية، وكذا تقاسم التجارب الناجحة وتبادل الخبرات المتنوعة عبر الاستفادة من التكوينات المحلية و الدولية . 

وقد تم تبني مشروع المصاحبة – حسب واضعيه- بناء على مجموعة من التراكمات التي عرفتها منظومة التربية والتكوين، وبناء أيضا على  نتائج البحث التربوي الرامية إلى الجودة في الفعل التعلُمي. مفهوم المصاحبة البيداغوجية: 
يتمثل مفهوم المصاحبة المعتمد رسميا في جامعة ابن زهر في  قيام طالب مشهود له بالكفاءة العلمية ، وحسن الإنصات والتواصل، بمصاحبة الطلبة ، بحيث يساعدهم على تحقيق استقلاليتهم في العمل، والانخراط السريع في الحياة الجامعية عبر اجتياز سنتهم الجامعية الأولى بنجاح اعتمادا على أربعة مداخل أساسية، حسب ما أدلت به الأستاذة الزهرة مكاش نائبة العميد المكلفة بالمصاحبة البيداغوجية بكلية الآداب و العلوم الانسانية ، و التي تتمثل في الاستقبال، و التأطير، و التأقلم،و الانخراط، وبالتالي تنعدم أية علاقة تراتبية في هذه المهمة؛  فالمؤطر المصاحِب ليس أستاذا، ولا يُقيِّم أداء المصاحَبين، و إنما يوجه الطلبة نحو إجراء تقييم ذاتي من خلال تطورير و مساءلة كفاياتهم.وحتى يتحقق نجاح هذه الوسيلة البيداغوجية الفذة، يخضع فريق المصاحبة البيداغوجية  المكوَّن من مجموعة من الطلبة المرشحين إلى عملية  الانتقاء الأولي، واجتياز مباراة، ثم  الاستفادة من تكوين بيداغوجي ونفسي، حتى ينخرط  الفريق انخراطا كليا في عملية المصاحبة وفق البرنامج المسطر حسب كل شعبة، و الذي يخضع بدوره للتجديد حسب نتائج الاجتماعات الأسبوعية، والتقارير الشهرية عن سير العمل.  تتنوع المصاحبة بتنوع مجالات تدخل المصاحِب(ة):
 يمكن التمييز في المصاحبة  بين المصاحبة البيداغوجية (في الأبعاد التربوية والديداكتيكية والقيمية والأخلاقية… )، والمصاحبة السيكولوجية (تشجيع، تحفيز،إنصات، اقتراح، دعم …)، والمصاحبة الاجتماعية( الانخراط في ورشات، العمل في فريق….)، والمصاحبة المادية( تقديم نماذج من وثائق وأدوات العمل..).
 الجانب العلائقي للمصاحبة:
تربط الطالب(ة)  المؤطر المصاحِب(ة) علاقة مركبة مع عدة أطراف مرتبطة بعملية المصاحبة: 
ففيما يخص علاقة المؤطر  المصاحِب بالطالب المستفيد من المصاحبة، فإنه  يقدم الدعم التربوي والنفسي ، ويشجعه على استثمار طاقاته ومؤهلاته لإيجاد حلول للمشاكل التي تعترضه. في مقابل ذلك، يبدي الطالب المصاحَب الرغبة في المصاحبة، ويتهيأ نفسيا لفعل المصاحبة. أما بالنسبة لعلاقة المصاحِب بنائبة العميد المكلفة بالمصاحبة البيداغوجية، و التي تعتبر عضوا بارزا في لجنة التتبع و توثيق الأنشطة،  فقد أريد لهذه العلاقة – حسب روح المشروع- أن تنبني على التشاور والتنسيق، إذ يُعِدُّ الطالب(ة) المصاحِب(ة) برنامج عمله الشهري بالتنسيق مع نائبة العميد، ويتقاسم دوريا معها حصيلة أنشطة  المصاحبة، عبر التقارير اليومية الموثقة بالصور، ومن تمة خضوعُه لعملية التتبع والتقويم من طرف السيدة النائبة، التي تتولى مواكبة عملية تجريب فعل المصاحبة، وتتكلف بدورها بتقديم تقرير تركيبي إلى إدراة الكلية.                        

و بخصوص علاقة المصاحِب بعميد الكلية، فهي علاقة تعاونية وتشاركية تشكل فيها السيدة النائبة حلقة الوصل،  مع إسهام عميد الكلية  في تعبئة الموارد البشرية والمادية لأجرأة برنامج المصاحبة. أما البعد الآخر من الجانب العلائقي للطالب(ة) المصاحب(ة)،  فله إرتباط  باقتسام وتبادل الممارسات الجيدة في إطار شبكات من الممارسات العلمية و اللقاءات اليومية في فضاء المصاحبة البيداغوجية بين المصاحِبين .        

رد الجميل / الحس التضامني / الانساني.

 المصاحبة البيداغوجية التي تؤمنها جامعة ابن زهر من هذا المنظور؛ هي ممارسة بين أطراف عدة في إطار سيرورة بناء مشتركة للمعارف و المهارات و القيم، تسعى إلى  الإرتقاء بالفعل البيداغوجي نحو الأفضل، انطلاقا من الوعي  بمستلزمات المرحلة وضرورياتها الأساس، وحسن استثمار وتوظيف الطاقات البشرية المتوفرة.