“أن تكوني أنثى”
“أن تكوني أنثى”

بقيت ساكنة لبرهةٍ من الزمن وهي تستمع إلى تضارب الأصوات بداخلها فكانت السيدات اللاتي يعشن في كيانها يتناقشن بشدة..
فالسيدة عاطفة كانت تقول بكل تأثر: إن عليها أن تعيش بأمر الحب وتترك زمام الأمور لعواطفها حتى تكون سعيدة..
ردت عليها السيدة عاقلة بكل شدة: ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه! إن العواطف تضعفها عليها أن تتصرف بعقلانية..
وكانت السيدة هِرمون مُنزوية في الركن تارةً تضحك وتارةً أخرى تبكي…
والسيدة ثقافة كانت تنظر إليهم بإزدراء مرتديةً نظارتها وقالت: سوف تُدمرونها بتدخلاتكم عليها أن تجعلني المسؤولة عن كل شيء فإني واعية بما يكفي لأتخذ زمام الأمور..
أتت السيدة أمومة من بعيد وهي تهمس وتقول: عليها أن ترتبط وتُنجِب طفلاً فحينها ستكون بخير..
سُرعان ما هاجمتها السيدة عملية قائلةً: توقفي عن هذه الفكرة المجنونة أترغبين في سلبها نجاحاتها وتجبرينها على الإنطفاء في عز توهُجها..
أخيراً قررت أن تنطق السيدة أناقة وهي تضع طلاءً لأظافرها قائلةً: ما يهُم هو المظهر عليها أن تعتني بشكلها ومكياجها ولا شيء آخر يهم..
أتت السيدة صلاة وهي في أوج غضبها قائلة: توقفوا عن ضجيجكم هذا ودعوها تتأمل وتتعبد وتعيش في روحانية وتسلم من عالمكم المادي…
قاطعتها السيدة مُحاربة قائلةً: عليكن أن تنهضن جميعاً في صالحها لتأخذ حقوقها مساويةً للذكور ولا تسمحن باستمرار الجحود في حقوقها وحقوق كُل الإناث..
انضمت السيدة اتزان لحديثهن أخيراً وقالت: ما بالكن تحاولن نفي بعضكن وأنتن جميعاً تجعلوا منها امرأة متزنة.. لا تكون هي كما هي دوننا جميعاً..علينا أن نضع يدنا في يد بعض وسأوجهها لتتوازن وتعيش كل سيدة منكن دورها دون أن تطغى على الأُخرى…
انتبهت أخيراً بأنها غاصت داخل أفكارها مجدداً وبقيت في هذا الصراع مجدداً نهضت وهي تحاول تشتيت ذهنها قائلةً في نفسها ما أصعب أن تكوني أنثى…