|

مصطلح الإعاقة بين الرفض والقبول

2020-02-20 06:19:09

يمكننا أن نطلق مصطلح ( عائق) للدلالة على حالة العجز عند الفرد. تلك الحالة التي قد تصيبه قبل الولادة او أثناءها أو بعدها. وهو مصطلح معتمد في الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.

قد يستغرب بعضكم هذه المقدمة المعروفة للغالبية. إلا أنني تعمدت ذلك للربط بين المسمى العلمي ومعناه اللطيف غير المؤذي للشعور،فهو مسمى ذو مفهوم واضح. بينما نجد أن كثيركم يجده مسمى مسيئا. لذا يتجنب استخدامه ويستعيض عنه بمسميات غير واقعية لإرضاء الذات وقد يكون هذا الهروب المجتمعي من المسمى ناتجا عن استخدام بعضنا له بشكل غير صحيح.
ولو أننا سألنا عددا من الأشخاص ذوي الإعاقة لوجدنا أنهم لايهتمون للمسمى ولا يرون فيه إساءة. بل أن همهم الأكبر الخدمات المقدمة والحقوق المستحقة لهم وهي محور تفكيرهم الدائم .
إن النقاش المتكرر في مجال الإعاقة حول المسميات قد يجعلنا ننشغل عن ماهو أهم من ذلك.
فالمسميات دائماً ترتبط بإطار علمي يشرح مفهومها فلا مجال لكثر اللغط حول مسمى علمي لمجرد التعريف بحالة ما
فلمجرد إطلاق تغريدة -في تطبيق تويتر – تتطرق للإعاقة نجد البعض يترك لب الموضوع وجوهره وينخرط في نقاشات واتهامات
بسبب المسمى .
فلسنوات طويلة كانت برامج واحتفالات متلازمة داون تتمركز حول تغير المسمى من ( منغولي)الذي لا خلاف حول خطأ استخدامه الى المسمى العلمي ( متلازمة داون ) نسبة للعالم جون داون مكتشف المرض.
ومازلنا وبعد هذه التوعية التي استهلكت جل جهدنا نقابل أناسا لا يستخدمون إلا مسمى ( منغولي)
وليتنا انشغلنا بشكل أكبر في الاهتمام باحتياجات الأشخاص من ذوي ( متلازمة داون ) لكان العائد أفضل وملموسا. إلا أنه لامانع من التوعية بضرورة استخدام المسميات العلمية الصحيحة دون استهلاك الجهد والوقت بها وتجاهل الجوانب الأهم

يقول الفيلسوف ماركوس اوريليوس ( إذا كثرت الآراء “قلّت” الأعمال ) فلا ننشغل بالمسميات ولنعد لصحتها العلمية بعدها لننطلق للأعمال فهي الباقية وهي ذات الأثر الأطول مدى.
وعندما نقرر في يوم أن نحارب مصطلح بسبب استخدامة الخاطئ. فالأولى محاربة من يستخدمه في غير محلة بغرض الاستنقناص
وختاماً ما دمنا في صدد الحديث عن مسمى الإعاقة وجب التنوية الى صدور مرسوم ملكي بتاريخ ( ١ / ١٠ / ١٤٤٠ه ) يقضي باستخدام مصطلح( الأشخاص ذوي الإعاقة ) في المكاتبات الرسمية والإعلام
فالمملكة العربية السعودية تلتزم بالاتفاقيات الدولية. و نحن على تواصل دائم بالعالم الخارجي ومن الضروري ألا نستعيض عن المسميات الدولية بمسميات محلية وألا ننشغل بها عن ماهو أهم من ذلك.