|

صلات العراق القديم التجارية مع الخليج العربي

الكاتب : الحدث 2021-09-15 07:48:57

بقلم عالم الآثار/  زياد الدليمي 

تمتعت بلاد الرافدين (العراق) بموقع مهم على رأس الخليج العربي، وارتبطت بروابط وثيقة اشتملت على الجوانب السياسية والإدارية والاقتصادية، وتواصل الرافدينيون مع مناطق الخليج العربي، وكان لهم أثر مهم في تجارة الخليج من خلال الموانئ التي أقاموها على الخليج العربي أو من خلال إبحارهم عبر الخليج إلى موانئ جنوب آسيا،
وعرف الخليج العربي في نصوص بلاد النهرين لاسيما الأكديون والبابليون والآشوريون بأسماء مختلفة كالبحر الجنوبي والبحر الأسفل والبحر التحتاني والبحر الأدنى وكان يقابله عندهم من الناحية الأخرى البحر الأعلى وهو البحر المتوسط، وتمتع الخليج العربي بأهمية بالغة منذ القدم بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي توسط بين حضارات العالم القديم التي قامت في بلاد الرافدين ومصر وبلاد الشام الأمر الذي مهد لحركة تجارية واسعة شهدها هذا الخليج منذ أقدم العصور، فكان الخليج العربي بمثابة همزة الوصل بين المحيط الهندي والبحر الأحمر وشرق أفريقيا والهند والصين، وشجعت خواصه المتمثلة بصلاحية مياهه وهدوء رياحه وخلو سواحله من الشعاب المرجانية التي تعيق الملاحة البحرية سكانه على الإبحار فيه منذ القدم. وتشير النصوص المسمارية السومرية والأكدية إلى قيام علاقات تجارية بين سكان بلاد الرافدين وبين سكان الخليج العربي لاسيّما أهل دلمون (البحرين) وعمان،وأسهم سكان الخليج العربي في إدامة الترابط التجاري وتوسيعه وازدهاره بينهم وبين بلاد الرافدين لاسيما خلال مدة العهد البابلي القديم (2006-1595قبل الميلاد)، ومن مظاهر الارتباط التجاري بين بلاد الرافدين والخليج العربي هو شيوع مصطلح (أليك تلمون كي) أي (المسافر إلى دلمون) وأصبح هذا المصطلح مرادفاً للفظة (تجارة) في بلاد الرافدين، ولكون الخليج العربي يمثل الحدود الجنوبية لبلاد الرافدين لذا كان من الطبيعي أن تكون الصلات ما بين بلاد الرافدين والخليج العربي قديمة قدم استيطان الإنسان لجنوب بلاد الرافدين، وهذا ما تشير إليه المكتشفات الأثرية في مراكز الخليج العربي القديمة وفي مدن جنوب بلاد الرافدين التي تؤكد أن الصلات الوثيقة بين العراق والخليج العربي تعود إلى أوائل الألف الرابع قبل الميلاد.

@zeyad_aldulime