|

( تحت أقدام الأمهات )

الكاتب : الحدث 2021-10-09 08:16:41

لم يكن يعلم بأن التي كان يراها مُخطِئة ومُقصرة كل تلك السنين؛ بذلت أقصى مافي وِسعها لأجله، ولأجلهم جميعاً..

من كان يدري أن الحب لا يكون دوماً كلمة لطيفة وحضنٌ دافئ ! فهذا ابسط أنواع الحُب و أسهله فالإنسان ليفعل هذا؛ قد لا يحتاج إلى الكثير من الجهود ولا التضحيات..

ما يستحق التأمل حقاً اوجه الحُب الأخرى التي ليست بالسهولة التي نتخيلها وبحاجة للكثير من التضحيات..

أتكلم عن العظيمات اللاتي لم يذكرهن التاريخ بعد وقد لا يذكرهن يوماً.. 
حديثي عن اللاتي سخرن حياتهن بما تعنيه الكلمة من معنى لأجل أرواحٍ أُخرى وبالمقابل كان الجحود والنكران هو جزاءهن..

لن اتطرق إلى رحلة الوهن المؤقتة الشاقة (الحمل و الولادة) التي تمر بها كل أم رغماً عنها وهذه الرحلة ليست بالضرورة أن تجعل من كل والدة أم؛ فالأمومة خيار واختيار ورحلة ابدية و ليست مجرد مرحلة مؤقتة..

عن الأم التي كانت تسهر ليلها باكيةً وهي تستغيثُ ربها لأجل فلذة كبدها..
عن الأم التي لم تفهم يوماً معنى أن يكون لها حقوق؛ ولكنها فهمت جيداً أن عليها النضال لأجل حقوق ابناءها وبناتها..
عن الأم التي لم تتلقى حناناً يوماً لكنها كانت حنونة جداً؛ وما تفهمه من الحنية هي أن تطبخ لهم لتخبرهم برسالتها أنها تحبهم جدًا..
عن الأم التي تعلم جيداً أن ضناها لا يُقدر ما تفعله وما تقاسيه لأجله؛ لكنها مازالت مستمرة في عطائها..
عن الأم التي لم تحلم يوماً لكنها تبنت أحلام ابنتها لتفرح بتحقيق كل حلم لابنتها وكأنه حلمها الخاص..
عن الأم التي قد تتخلى عن كل شيء وكل أحد؛ لتحمي فلذات كبدها مهما كان الأمر شاقاً عليها..
عن الأم التي كان بإمكانها أن تتخلى عنهم لأسباب حقيقية لكنها قررت البقاء والنضال للحظة الأخيرة لأجلهم ..

عن الأمهات اللاتي كانوا آباءً وأمهاتاً طِبتُم وطابت الحياة بقربكم.. 

دُمتم لنا جنة الدنيا ونعيمها، لطالما كانت الجنة في قلوبكم وتحت أقدامكم وبين أيديكم وفوق رؤوسكم.

 

مسعودة ولي