|

عودة الشاعر فيصل الشعلان لساحة الشعر المغنى

الكاتب : Ibrahim Boona 2021-11-04 06:04:48

يحلو النهار بعد سنين حيث بزوغ الفجر من جديد، يقص شريط التدشين لعودته بعد غياب طويل، عودته القوية هذه تستحق الوقوف إجلالاً لشعرٍ تخطى مشاعر القلوب واخترق الروح التي تحتاج مايطفئ نار عشقها …..
الشاعر فيصل الشعلان، وجمال التعبير الذي يغلفه مايدمن عليه المرء من استماع لمايلقيه ويكتبه، وانتظارٍ على أحر من الجمر لكلّ جديد ….
فالتميز من سجيته الفطرية التي نشأ عليها، يستحق التصفيق والتمعن، وذكره في كل مجالس الإبداع والأدب ….
الشاعر فيصل الشعلان الذي ابتعد عن الشعر عشرين عام مع مكان فارغ سيطر على الساحة الشعرية والأدبية، وهاهو يعود ويسطر بحبر المسك تاريخاً من جديد
هو شاعر كتب لكبار المغنين العرب الأغاني الراسخة في الذاكرة لجمال تعبيرها، ومنهم علي بن محمد وجواد العلي وأحلام وجابر الكاسر وماجد المهندس، ونذكر بعض المقاطع التي لا تغيب كأنها قمر في وسط سماءٍ مفتقرة للضوء
ففي أغنية المعروف لجواد العلي نذكر بعض الأبيات التي يقول فيها:
لا هذا جزا المعروف ولا هذا جزا طيبي
تحسبني أنا ماأدري بسوء نياتك
أنا خلصت وأنا أدري هذي غلطتي وعيبي
أما أنت عجزت أحصي كثيرة حيل غلطاتك
لو أسوي أنا مرة مثل إلي تسوي بي
تاخذني أنا كلي وتقبلني بعذاريبي
بس قلبي أعرفه زين يحبك رغم زلاتك…

-ماهذا التعبير المصقول بالوجع والذي يعترف بالحب الكبير رغم كل الألم الذي يقدمه الحبيب، هنا يوضح كمية الوفاء الذي يحمله الإنسان وإخلاصه لمن يهواه، ماأجمل هذا الكلام الذي يعيش في الصميم.
ومما غنى له ماجد المهندس "مسكين" الذي يقول فيها :
مسكين يلي تحسب إني بخير
بلاك ماجربت جرحي وطعونه
أمشي برجلي وأنا عظمي كسير
وأحس كن الموت جاني بهونه
ليت قلبي له جناح ويطير
وأسافر لخلي وأوصل لكونه
أدري بهمة مثل همي كبير
-وهنا يشرح للحبيب كم أنّ الدنيا صعبة بدونه وكم أن قلبه مكسور ومهموم، يتكلم بطريقة تبين نجاة السامع بالتعبير، كيف لنا ألا نذكر شعرك يافيصل .
-ومن كلماته للمغني جابر الكاسر التي يقول فيها :
البارحة العين يالخوان
يعرض لها النوم ومعيه
قمت اتقلب تقل وجعان
وسم الأفاعي مش بيه
مهموم ومستاحش وحيران
ماغير زولك حواليه
أحس كني غريب أوطان
ماعمري اشتقت أنا لإنسان
بالجمال هذا التعبير الصادق والثاقب والمزهر الذي يجبرك على التأمل…..

وصدى الأغنية القديمة لازالت في قلوبنا تطرب
التي غناها علي بن محمد


كلن له الله لو تخليت عني

محدً يموت يا صاحبي قبل يومه

مدام قلبك جرح قلبي وطعني

مشره على إنسان بعدك وألومه

كل المصائب دلن طريقي وجني

والحزن أرسل لي باقي همومه

من كثر همي أحس الهم مني
لا غاب هم يجي هم يعلن قدومه

شمت كل أعداي وخيبت ظني
والقلب حطمت به باقي عزومه




والله ياشاعر الكلمات المترفة نحن من أتعبنا غيابك وغياب كلماتك، ماهذا الغنى في الوصف، وماهذا الرقي في اختيار الألفاظ وجمال المعنى، إنها عودة قوية تستحق التقدير وسماع الجميع لها، إنها فقر لمن لا يراها، نشعر بفراغ كبير دونك ياشاعرنا فيصل الشعلان، كم هو اسمك كبير في عقولنا وتاريخنا وفي عراقة فننا.
أيها السادة ؛
في الحقيقة السعودية زاخرة بالشعراء الملهمين الذين يستحقون أن يكونوا في أوائل ومقدمة شعراء العالم، لما يوصلونه من تعبير نحتاجه في علاقاتنا وحياتنا التي لا يمكننا وصف حالتها، قد كتبوا عن السلام والوطن والحب والحرب والطفل والمرأة والوجع والأمل ولم يبقى شيء ولم يتكلموا به، هم منابر ذهبية ثقيلة تحفل بالاجتهاد والفخر، هم رموز ذات عبق ورحيق، يحملون بين طيات أحرفهم حكمة وفلسفة، هم نادرون ومشعون.

 

بقلم ناهد الأغا