|

جدة يافاتنة المساء

الكاتب : الحدث 2021-11-21 04:19:27

بقلم الكاتبة : شفاء الوهاس

لا أعلم هل ما أراه حلم أم حقيقة …
ليست جدة فاتنة المساء فقط بل أصبحت فاتنة الصباح  والمساء…
فهناك مشاعر تختبئ خلف جدران الصمت…لا طاقة للكلمات أن تنثرها ،، و لا يقوى القلب على حملها.. و لا تسع الروح البوح بها .. هي فقط تجوب بخواطرنا . هل حقاً مدينتي أصبحت بهذا الجمال واكتست ثوبها الجديد الذي طالما سموها عروس البحر …
عروس بلا طرحة وفي عهد سلمان ارتدت جدة العروس، طرحتها  لتبهرنا بجمالها ..

تجولت .. في أرجاء جدة الحبيبة فأحببت بحرها ، وعرفت جمال أحيائها، ولامست جدران أزقتها... وتهت في ثنايا باب مكة وباب شريف .. تهتُ حتى اختطفني جسر من جسور طرقاتها  وكدتُ .افقد صوابي عندما رأيت معالمها وكيف تحولت إلى معالم تاريخية أثرية تجذب الأنظار وتبهج النفس".. فتحتُ عيني على شواطئ جدة ، ورأيت جمالها وتنظيم شوارعها وتحولها في وقت قصير لمدينة لاتشبه اي مدينة،  فهي تختلف في كل شي وفيها كل شي ،. بحر وشاطئ ومعالم وطرقات ، وانوارها حكاية لاتحكى بل ترى والاهم من ذلك كله يسكنها اناس طيبون 
لايحملون بداخلهم الا الحب والطيبة ،
وحكاوي الأجداد عن تلك المدينة وعن جمالها الذي اختفى فترة من الزمن ثم عادت جدة مبهرة كما كانت ، 
أنا عاطفية ومنحازة ، أعترف... وأعلن على الملأ أنني لم أعشق مدينة كما عشقتها
و لم ارى موجاً مثل موجها.. تمتدُ
الموجة أمتاراً طويلة .. وتشعر بأن الموج سيزحف إليك أينما كنت. ما زلت أرى الأطفال يلعبون والموجة تتسلل من تحت أقدامهم .. ما زلت أسمع أصواتهم وضحكاتهم تختلط مع هدير البحر.. ومهما تحدثت عن مدينتي فلن اوفيها حقها فهي فعلا مدينة الماضي و الحاضر والمستقبل. 
جدة لاتحتاج حكاية جديدة ، و لا وعود جديدة ،،و لا أمنيات جديدة ، و لا معجزات جديدة هي تحتاج فقط .. ثقة جديدة بمن أولوها ذلك الاهتمام والرعاية وكل كلمات الشكر لا توفي حق ملكنا وولي عهده ..
فشوارع  جدة بالامس تتحدث عن نفسها 
لم نرى بعد تلك الأمطار الغزيرة تجمعات المياه وغرق السيارات وبعض المشاة. بل كانت طرقاتها بعد دقائق من توقف هطول المطر تعج بالناس ولا أثر لتجمع المطر واختفت قطرات المطر كما لو انها سحابة اختفت خلف الغروب. واضاءت الأنوار المدينة والناس تجوب شوارعها والكل يتسائل هل هذه جدة ؟ نعم انها جدة فاتنة المساء .