جنائن بابل المعلقة في العراق.
على أطراف مدينة بابل الأسطورية كان يوجد قصر الملك (نبوخذ نصر الثاني) الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد. بمساحاته الواسعة والذي تحيط به الأسوار العالية وفوقها أبراج للمراقبة، وبجانبه كانت مجموعة الحدائق المعلقة وهي من أروع المشاهد جمالاً وبهاء ،، وإحدى عجائب الدّنيا السّبع،
تم بناء مبنى الجنائن من الطوب المحروق بشدة بالأفران مثلها مثل كل البيوت المبينة في العراق في هذا الوقت ولأن العراق بلد نادر الأمطار فهذا لم يضر كثيرًا بالمنازل العادية إلا أن حدائق بابل المعلقة كانت مبنى فريد من نوعه وكثير التعامل مع المياه لذلك تم إستخدام مادة القار لكي تعزل الطوب اللبن عن المياه المستخدمة في ري النباتات في طوابق الحديقة
يصل ارتفاع هذه الحدائق المعلقة إلى مئة متر، وتحتوي على سور يحيط بها، وهو من الأسوار الحصينة إذ يصل سمكه ما يقارب سبعة أمتار، وعلى مجموعة من التراسات التي ترتبط بين بعضها البعض من خلال سلالم مصنوعة من الرخام، وتدعم هذه السلالم مجموعة من الأقواس المصنوعة أيضاً من الرخام؛ وذلك لتثبيتها جيداً، وتحتوي على مجموعة كبيرة من الأحواض المصنوعة من الأحجار وتوضع فيها الزهور، والنباتات المختلفة، ويوجد كل حوض على كلا الجانبين من التراس، ويمتلك التراس الموجود في الجزء العلوي من الحدائق على ممرات حجرية لإيصال المياه إليه ويتم الحصول على هذا الماء من نهر الفرات عن طريق العديد من مضخات للمياه التي يتم تشغيلها عن طريق العاملين، وسميت حدائق معلقة لأنها كانت ممتدة على شكل مصاطب مدرجة الواحدة فوق الأخرى ومحمولة على عوارض وأعمدة من الحجر والرخام، وكانت ترى من أي جانب من جوانب المدينة بسبب ارتفاعها ،، وكانت هذه المدرجات مزروعة بأشجار عالية، وكانت تتصل المدرجات فيما بينها بسلالم من الرخام الرائع التصميم، وكانت هذه الحدائق تسقى بالمياه على مدار العام عن طريق مجموعة من الأنابيب مما يجعل الجو رطباً ومنعشا،ً حيث كانت تدفع المياه من نهر الفرات إلى الأعلى ،،
قام المؤرخ القديم سترابو بوصف وسيلة رفع المياه إلى هذه الحدائق بأنها عبقرية.
حيث إستخدم البابليين مضخة تسلسلية لرفع المياه إلى الطوابق العليا وهي تتكون من عجلتين ضخمتين بعضها فوق بعض ومتصلتان بسلسلة كبيرة مناسبة لحجمهما وتتعلق على هذه السلسلة بعض الدلاء. عندما تدور العجلة الموضوعة في مصدر المياه فإنها تحرك السلسلة وتمتلئ الدلاء المعلقة بها بالمياه مما يسمح برفعها إلى الأعلى وإلقاء المياه في الأدوار العليا ثم تعود لتمتلئ من جديد عند عودتها وهكذا
كانت الجنائن المعلقة البابلية: من إبداع المهندسين البابليين.. وهي فكرة الملك (نبوخذ نصر الثاني) العجيبة. لغرض ادخال البهجة الى نفسه زوجته ( امتيس ) التي كان أصلها من بلاد ميديا المشهورة بالجبال والمساحات الخضراء والاشجار إذ كانت تحّنُ كثيراً الى بيئتها الجبلية المليئة بالغابات:
عالم الاثار
زياد الدليمي
@zeyad_aldulime