|

*"ساعة زمن".. مع الفكر *

الكاتب : الحدث 2021-11-29 02:18:50

منذ دخولي الجامعة وتخصص الإعلام بالتحديد آمنت فـي قرارة نفسي أن لا حياة بدون "فكر" ولا قيمة دون "علم" ولا ثقافة دون "كتاب" ولا شغف دون "هواية" وأن القلم .. رصاصة الناجح 
ونبرات "الحرف" سهم الواثق .. وطموحه وهدفه في الحياة كالنفس .. يعيش به ويموت دونه .


عندما كنت اسأل بعض زملائي عن سبب دخولهم هذا التخصص وجدت سكوتًا يطول وردًا باردًا ، أنه لا يوجد سبب ، وأن كان يعلم ماهو التخصص فهذا بحد ذاته إنجاز .. تفاجئت جداً بالأمر وعندها حمدت ربي أنني أعلم ماهو شغفي وماهو طموحي وأين أنا ، وماذا أريد أن أكون ، ولكن بكل صراحة لا أعلم هل هي البيئة من تحتم على الشخص أن يكون مثقفًا أو عمره الذي قارب  العشرين وفكره الذي بدأ ينضج ... وعلى كل حال عندها كان سؤال آخر يدور في بالي .. مالذي يمنع الشخص من الجلوس مع نفسه "ساعة زمن" ؟! يكتشف بها نفسه وماهو عليه ، وماذا يريد من هذه الحياة وكيف يعيش فيها وبها .. أين نقاط قوته .. وأين نقاط ضعفه وماهو مجاله وماهو شغفه !! أين سيكون غدًا !؟ هل سيظل بعمر العشرين .. مستحيل !! فأيام العمر تمضي وكل يوم يسجل وكل ليلة تطوي نهارًا وهكذا هي الأيام .. 


ساعة زمن .. فقط لا غير كانت كفيلة لتغيير الكثير من القناعات والأفكار لدي ، وواثق بأنها ستغير الكثير لدى البعض .. العلم أساسها والثقافة وعائها ، والمستقبل العظيم في وطن عظيم ينتظر منا الكثير والكثير .. يُحفزنا بأن نتغير ونغير في أنفسنا وثقافتنا وأولويات حياتنا .. الالتهاء بملذات الدنيا في لحظة ستمضي لن تبقى معك إلى الأبد هي ما يشغلنا عن وقفة علم وثقافة نفس تدوم إلى الأبد .


أعتقد .. بل أثق أن هناك جيل متعلم ومثقف وواعي ينتظره مستقبل عظيم وأيام تُبشر بالخير لنفسه ووطنه ولكن لا نخفي ابد أن هناك فئة كبيرة جداً يكاد يكون الفكر عندها منعدم .. والثقافة ضحله .. والهدف معدوم والرؤية المستقبلية له ضبابية وخالية من الخطط ..


أسهمنا في الحديث بشكل كبير حول الثقافة ولا أعلم هل هو تخصصي من أجبرني على الثقافة ! ولكنني أعلم كثيراً أن شغفي بالتخصص وهوايتي له وتخطيطي المستقبلي ،  جعلني أفرد حرفي وألتزم غرفتي وأنفرد بالكُتب وأنشغل بثقافة نفس لها حقٌ علي ولي حقُ عليها .. وأنا اليوم على أبواب التخرج من تخصص فيه الكثير من التحديات .. فكري وثقافتي أوصلتني إلى نتيجة عظيم أقتنعت بها ورضيت نفسهي لها.

"وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍۢ" 


والسؤال الأخير ما الخطة وما هو الحل ؟! ... ساعات الزمان وملذاتهُ .. وحياتك ومشاويرها وهاتفك وشاشة التلفاز وغيرها الكثير والكثير ، لن تذهب بعيداً ولكن ساعات عمرك ستذهب أبعد مما كنت تظن ، كم هي دافئه وقريبه جداً ساعات الدراسه كأنها البارحه وأنا على أعتاب التخرج من المرحلة الجامعيه ! .. أكاد أتذكر كل لحظه في مرحلتي الجامعية .. كيف مضى الزمن !! "ثلاث سنوات ونـصـف" مضت !! فقط ساعة زمن تُغير فيها كل شيء ، وتحصد فيها اشياء كثيرة وتستمر الحياة كما تريد أنت بالعلم والثقافة وإلى المستقبل العظيم . 


 عـبدالله آل حُباب 
Twitter: 7almalki7_CR7