|

"قضية طفل .. وحــد العرب"

الكاتب : الحدث 2022-02-08 07:48:04

تابع العالم بأسره قضية الطفل المغربي ريان خلال الأيام الخمس الماضية ، فقد سقط الطفل ريان في البئر عصر يوم الثلاثاء الماضي الموافق الأول من فبراير ليكون وحيدًا في ظلمات الأرض تاركًا العالم ورائه يلوذ بالدعاء والأمنيات .. ونشرات الأخبار والصحف تغطي مشاهد الكارثة والرأي العام العربي من الخليج إلى المحيط ..
 بل الرأي العالمي كله يتفق ، في مشهد ما كنا لنراه لو لا أن شاء الله وقدر على هذا الطفل ذو الخمس سنوات .


وبعد أيامه الأولى داخل البئر بثت بعض الصور والمقاطع و المشاهد التي تحبس الأنفاس .. وأنفاسه قليلة والبرد قارس و الجوع و العطش يفتك به داخل البئر ، إزداد تعاطف العالم من جميع الجنسيات ومن جميع الدول ومن جميع المذاهب والأحزاب والمعتقدات ، ترك الجميع التعصب الديني والخصام الاجتماعي و الصراع السياسي والعراك الاقتصادي وتوجهوا إلى قضية لامست الإنسانية والإنسان والفطرة البشرية
ألا وهي الروح .. الحياة .. النفس .. 
التي تعتبر من آيات الله في كونه سبحانه جل جلاله.

 

وفي مساء يوم السبت الموافق السادس من فبراير وبعد جهد لم يتوقف وعمل لم ينقطع وحفر وتطوع ومساندات استطاعت فرق الإنقاذ الوصول إلى الطفل ريان وكان العالم كله متفائل بخروج الطفل حيا بعد كل ما ظهر ونشر في الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي وفور خروجه كانت الفرحة كبيرة مع التكبير والتهليل في موقع الكارثة و في المغرب والعالم العربي كان المشهد نادرًا ولو لم يكن ملموسًا على أرض الواقع ولكن مواقع التواصل والإعلام صورت لنا ذلك بدقة عالية فرحًا بإنقاذ الطفل من الظلمة الموحشة والعذاب الضيق من البئر 
وليست إلا ساعات قبل أن يحزن العالم العربي كله بل العالم .. بنعي الديوان الملكي المغربي للطفل ريان الذي وافته المنية داخل البئر ولم يكن هناك سبيل لنجاته ليخيم الحزن على المشهد في مواقع التواصل و ينعى ريان قادة العالم العربي ومؤسسات حكومية عربية وعالمية وصحف أجنبية في لحظة تنازل عنها الجميع عن كل شيء من أجل ريان .. من أجل الروح .. من أجل الإنسان ومن أجل الحياة و لعلي أستشهد بما نشر في مواقع التواصل الإجتماعي وعن المغرد عمار العباسـي
" جاء ليذكركم أنكم أمة واحدة .. ورحل "

 

فعلًا رحل ريان بعد أن وحد العالم في مشهد نادرًا ما نراه ففي العادة نجد الإختلاف والخلاف بسبب الجنسية أو الديانة أو الدين أو المذهب أو المعتقدات في عالمنا العربي .. رحل ريان ولكن رحيله كان ولا زال وسيظل في وجدان كل عربي يؤمن بعروبته ، قصة عربية إنتهت كان فيها كل بيت من بيوتنا يراقب ويتابع ويشاهد ويدعوا 
إنتهت ليبدأ معها يوم جديد أتمنى أن لا ينسى فيه العرب 
الريان الجميل الذي وحدنا لأيام كنا شاهدين فيها بالصلوات والدعوات الأمنيات .. ثم غادر. 
"رحم الله الطفل ريان" ... 

 


✍🏻| بقلم : عبدالله آل حُباب 
Twitter: 7almalki7_CR7