|

مع بهاء الحريري سيكون لبنان عربياً وليس إيرانياً

الكاتب : الحدث 2022-02-08 03:57:38

كان من أهم أسباب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معارضته للوجود السوري في لبنان، حيث أن حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار كانا يحتلان لبنان وبمساعدة بعض الشخصيات والأحزاب التابعة لهم هناك، وعندما فهم بشار الأسد خطر وجود شخصية مثل الشهيد رفيق الحريري على مشروعه تطمح لإيجاد مخرج للبنان وشعبه وإبعاده عن هيمنة الجيش السوري، قرر إعطاء الأوامر لحزب الله باغتياله، وتمت الجريمة بتاريخ 14 فبراير 2005 عبر تفجير حوالي طن من ال "TNT" بموكبه وهذا كان كفيلاً باستشهاد الرئيس ومعه 21 شخصاً آخرين.

مضى 17 عام على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سيطر خلالها حزب الله على لبنان طولاً وعرضاً، حيث أنه أصبح المتحكم الأول والأخير بسياسة لبنان داخلياً وخارجياً، وكل هذا بتكليف رسمي من المرشد الإيراني علي خامنئي، وهذا ما أدى إلى تدهور لبنان على جميع الأصعدة، فسياسياً واقتصادياً البلد منهار داخلياً ومنبوذ إقليمياً ودولياً، وخصوصاً بعدما شطب حزب الله سياسة الحياد من قاموس لبنان وأبعده عن حاضنته العربية من خلال تدخلاته العسكرية في سوريا واليمن والعراق، وهجوم أمينه العام المتكرر على دول الخليج بشكل عام وعلى السعودية بشكل خاص، وتدريبه للحوثيين ومدهم بالمال والسلاح والخبرات لاستهداف السعودية والإمارات إما بالطائرات المسيرة أو بالصواريخ إيرانية الصنع، هذا غير محاولاته المستمرة لتهريب أطنان من الكبتاجون إلى المملكة العربية السعودية، وهذا ما انعكس سلباً على علاقة لبنان مع باقي الدول العربية بشكل عام والسعودية الأكثر دعماً له مادياً على وجه الخصوص، ما جعل الأمر بحاجة لتدخل وإصلاحات جدية وسريعة كي لا ينزلق لبنان إلى الهاوية أكثر، ولكن لا بوادر إلى الآن لإصلاحات حقيقية.

ومع سيطرة ميليشيا حزب الله على القرار في لبنان وتهميش باقي الأحزاب والتحالف مع بعضها الآخر ومحاربة كل من يقف بوجهه من الشعب، وإعلان سعد الحريري تعليق حياته السياسية، تسبب هذا كله باختلال في التوازن المطلوب ببلد فيه عدة طوائف والحكم فيه مقسم على هذا الأساس، وبهذا الوقت رأينا بهاء الحريري الإبن الأكبر للشهيد رفيق الحريري، يعلن رسمياً دخوله الساحة السياسية، حيث أن توجه بكلمة لكل اللبنانيين ولم يخص فيها فئة محددة، وشرح فيها كيف أنه سيسعى لإعادة بناء لبنان جديد يليق بكل اللبنانيين وكرامتهم مهما اختلفت طوائفهم ومعتقداتهم، وأنه هو المتمم لمسيرة والده الشهيد والتي أساسها لبنان مستقل ومستقر من يحكم فيه الدولة لا الميليشيات، حيث أنه يعرف عن بهاء الحريري مطالبته الدائمة بسحب سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة فقط، كما أنه يعارض كل سياسيات حزب الله الذي يصفه بالميليشيا، ويستنكر بشكل دائم استهداف ميليشيا الحوثي للسعودية والإمارات.

من الواضح أن لبهاء الحريري مشروع حقيقي في لبنان، نستطيع أن نسميه "لبنان يعود عربياً" وهذا المشروع أساسه إعادة العلاقات مع الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً، والتعاون بشكل جاد على صيغة من شأنها أن ترفع يد إيران عن لبنان كلياً، ليعود لبنان سويسرا الشرق كما كان بعهد الشهيد الحريري "رفيق الغني والفقير" كما يحب أن ينادوه اللبنانيون.

بشكل عام دخول بهاء الحريري إلى السياسة وهو الذي لا يجامل أحد ولبنان لديه فوق الجميع، سيجعله بصدام مباشر مع الطبقة السياسية الملطخة أيديها بالفساد والسرقات ودماء اللبنانيين، ولكن من الواضح أيضاً أن بهاء الحريري يعي صعوبة الموضوع بهكذا بلد منهار، ولكنه مُصر على إخراج وطنه وشعبه من هذه المحنة بأي ثمن، ومن كل ما سبق نرى أن مشروعه جدير بالتقدير، على الأقل هو الشخص الوحيد على الساحة السياسية اللبنانية اليوم الذي لم يشارك بقتل اللبنانيين وسرقة أموالهم، ولبنان واللبنانيين بحاجة لرجل مواجهات حقيقي لا يخشى المطالبة بسيادة لبنان والحفاظ على كرامة شعبه، وربما بهاء الدين رفيق الحريري هو ذلك الرجل المنشود.

 

 

بقلم: أحمد مازن

@AhmadMazen93