|

غازي القصيبي مجموعة إنسان:

الكاتب : الحدث 2022-03-31 11:12:35

الشاعر والكاتب والروائي والدبلوماسي والوزير ورجل الدولة، من مدرسة الهداية الإبتدائية بالمحرق إلى كرسي الوزير، وعندما ترجل عن فرسه كان قد ملأ الدنيا إبداعًا وعطاءً إدارًة وإرادًة شعرًا وأدبًا، هاجمه واختلف معه البعض في بداية حياته العملية وتوفي والجميع متفق معه وعليه.

ولو لم يخلف غازي القصيبي إرثًا سوى كتابيه: "حياة في الإدارة" و"الوزير المرافق" (أنصح بقراءتها لمن لم يقرأها بعد)، وقصيدتي: "رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة"، وقصيدة "لورا"، لكفته وأبقت ذكره ملء السمع والبصر حتى  قيام الساعة.

قصيدة رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة يعاتب فيها الملك فهد رحمهما الله، والتي تم إعفائه من منصبه كوزير للصحة بعد نشرها في صحيفة الجزيرة عام ١٤٠٤هـ:
بيني وبينك ألف واش ينعب
فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولا تحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
وأراك ما بين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعًا يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب
وتظل تسمعه ولست تكذب
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبل بالزيف المعطر تعجب
سبحان من جعل القلوب خزائنا
لمشاعر لما تزل تتقلب
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي البيضاء
فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها
من ذا يحارب والغريم الثعلب
ومن المناضل والسلاح دسيسة
ومن المكافح والعدو العقرب
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه
حينا ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل وده
متغير متلون متذبذب
سأصب في سمع الرياح قصائدي
لا أرتجي غنمًا ولا أتكسب وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
إن السراب مع الكرامة يشرب
أزف الفراق فهل أودع صامتًا
أم أنت مصغ للعتاب فأعتب
هيهات ما أحيا العتاب مودة
تغتال أو صد الصدود تقرب
يا سيدي في القلب جرح مثقل
بالحب يلمسه الحنين فيسكب
يا سيدي والظلم غير محبب
أما وقد أرضاك فهو محبب
ستقال فيك قصائد مأجورة
فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
أما القلوب فجال فيها أشعب
لا يستوي قلم يباع ويشترى
ويراعة بدم المحاجر تكتب
أنا شاعر الدنيا تبطن ظهرها 
شعري يشرق عبرها ويغرب
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة مني
على شفق الخلود تلهب

قصيدة لــورا:
ذاك حبي إذا الجمال رآها
ذاب من فرط حسنها الفتان
لورا تلك لورا فداء لورا الغواني
تتوارى عن العيون إحتشامًا
وحنانًا بمهجة الفنان
أنت شاد ومثلها ينشد الرفق
صوابًا في لجة من حنان
لورا تلك لورا فداء لورا الغواني
وتوارت تحت الحنايا فكانت
نابضاً في مشاعري وكياني
لا تسلني يا شاعري عن هواها
يرفض السر أن يبوح لساني
لورا تلك لورا فداء لورا الغواني
عندما تصبح القيود حنانًا
وتمر السنون مثل الثواني
عندها تصبح القيود إنعتاقًا
وإنطلاقًا الى عزيز الأماني
لورا تلك لورا فداء لورا الغواني
لحنها وغناها فنان العرب.

من كان لديه إرث جميل يتركه بعد رحيله فهو لم يرحل قط بل يعيش بيننا وفي قلوبنا وعقولنا، وكذلك هو د. غازي القصيبي، حيث أثره وعلمه وكتبه باقية في وجداننا حتى الممات، وخير دليل على ذلك اعتماد وزير التعليم لكتابه "حياة في الإدارة" ضمن مادة المهارات الإدارية المقررة في المرحلة الثانوية.
رحم الله غازي القصيبي رحمًة واسعًة واسكنه فسيح جناته.

المستشار والكاتب:
محمد سعيد آل درمة
@Mohammedaldermh