ضعفَ الطالِبُ والمطلُوبُ
ضعفَ الطالِبُ والمطلُوبُ

نقتبس قوله تعالى {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (51) سورة التوبة
فقد جاء في التفسير لهذه الآية الإفادة أن كل أمر في اللوح المحفوظ سيقع لا محالة إلا بالدعاء فإن الدعاء يرد القضاء بحول الله ، والمعنى أن كل شيء بقضاءً وقدر ، وقد ورد أيضاً أن العلم والقدر والكتاب سواء والتوكل هو تفويض الأمر إليه عزوجل ..
لا يقع في كون الله إلا ما يريدهُ الله، وكم من أوبئة تكون ثم تهون، وتحلّ ثم تضمحلّ، وفي الحديث الشريف : “يعجبني الفأل، قالوا : وما الفأل؟ قال كلمة طيبة،” فلا تكن لكل ما تسمع مذياعاً ..
يختبر الله سبحانه وتعالى الإنسان بالابتلاء بالشدائد والنوازل، فالمؤمن يصبر ويجزع تحسّباً لوجه الله تعالى مهما كانت مصيبته ..
ضعف الطالب والمطلوب ، فما أضعفنا أمام قُدرةِ الله -سبحانه وتعالى- إن ما يحدث في العالم اليوم من استنفار واحترازات واحتياطات لمنع ذلك الكائن المتناهي الصغر من الدخول واختراق أمن الدول الصحي والتسبب في وباء عالمي، يجعلك تتفكر في عظم قدرة الله وسعت رحمته، قال تعالى في محكم كتابه: “وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ”. هذا الذباب، فما بالك بذلك الفيروس الصغير ، إن مثل هذه الأحداث التي تفزع وتخوّف ولا يتمناها أحد منا في هذه الأرض توجب علينا في الوقت الذي يبحث فيه الباحثون المختصون عن العلاج أن نفرَّ إلى الله، فنحن ضعفاء إزاء قدره وليس لن من ملجأ إلا إليه {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}، فالأخطار تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم، والأمر -كما يقول الكل – في خطر حتى تاريخه، وليكن لنا في جنح الليل دعاءً صادق لرب البيت أن يحمي وطننا وبلاد المسلمين من هذا الداء وغيره، فنحن وطن مفتوح ويفد إليه المعتمر والزائر من كل فج عميق، كما أن من الواجب الحذر من تصديق الشائعات ونشر الأراجيف والأقاويل الكاذبة وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة، وفي نفس الوقت لنأخذ جميع وسائل الحيطة والحذر والوقاية والحماية التي ينصح بها من قبل وزارة الصحة ولنبتعد عن كل ما من شأنه الإستهزاء والتهكم ، فهي أقدار الله يجريها كيف يشاء -سبحانه وتعالى- ..
حفظ الله بلادنا وحمى أراضينا ووقانا كل شرٍ وبلاد المسلمين ، واسْألِ الله أن يقينا جميعاً سيئ الأسقام..