يوم التأسيس ...وإنبثق فجر جديد
محمد سعيد أبوهتله
فبعد أن إنبثق الفجر الأول في جزيرة العرب في عام 622م بهجرة المصطفى صل الله عليه وسلم إلى يثرب(المدينةالمنورة ) وقيام الدولة الإسلامية الأولى في جزيرة العرب وتلاها حكم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى أن قتل شهيدًاآخرهم الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه سنة 40 من الهجرة .
ومنذ ذلك التاريخ لم تقم في الجزيرة العربية أي دولة بسبب إنتقال الخلافة الإسلامية ممثلة بالدولة الأموية إلى الشام ثم الدولة العباسية إلى العراق وما كان بالجزيرة العربية سوى إمارات قبلية متفرقة وضعيفة ومحدودة القدرات والمكان .
وفي عام 1727م الموافق 1139 هـ إنبثق فجر جديد بإعلان قيام الدولة السعودية الأولى وعاصتمها الدرعية على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود (رحمه الله )
وقد ولد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في الدرعية عام 1080هـ الموافق 1679 م ونشأ وترعرع فيها وإكتسب خبرة التجارب التي خاضها حينما عمل إلى جانب والده وجده أثناء توليهم الإمارة في الدرعية وما يتبعها حيث أكسبه ذلك خبرة في الحكم ومعرفة بأوضاع الدرعية . وبفضل عزمه ورؤيته ومعرفته بأحوال المنطقة فقد تمكن من تحقيق طموحه وتجسيد عزمه ليتشكل في دولة مستقرة ومزدهرة ، وعمل منذ توليه الحكم على تأسيس الوحدة فيها وتأمين الإستقرار والأمن الداخلي في الدرعية ومحيطها من البلدان والقبائل وحماية طرق الحج والتجارة وتنظيم الأوضاع الإقتصادية للدولة وتوسع في بناء وتنظيم أسوار الدرعية وإنطلقت بعدها الدولة بتوحيد المناطق في وسط الجزيرة العربية لتشكل بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى الذي إكتمل في عهد أبناءه وأحفاده .
وقد كان للإتفاق التاريخي الذي تم بين الإمام الحاكم محمد بن سعود والإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب (بعد أن أبعد المجدد من بلدته العيينة من قبل حاكمها إبن معمر آن ذاك بضغط من الدولة العثمانية وعند وصوله الى الدرعية
(قال له الإمام محمد بن سعود أبشر ببلادٍ خيرًا من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة ، فرد الإمام المجدد وأنا أبشرك بالعز والتمكين ،وكلمة لا إله الا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد )وقد أصبحت هذه البيعة ركن أساسي من أركان الدولة السعودية اليوم .
وكانت منطقة عسير من أوائل المناطق التي ناصرت الأئمة من آل سعود في بداية التأسيس للدولة بعد التحالف التاريخي الذي تم بين الدولة السعودية الأولى والأمير محمد بن عامر المتحمي عام 1215 هـ والذي يقضي بنشر الدعوة السلفية في جنوب الحزيرة العربية وأنشئ إقليم عسير التابع للدولة السعودية الأولى وكانت منطقة عسير وقبائلها أكثر الداعمين لتأسيس الدولة السعودية الأولى والمشاركة في إتساع رقعتها خاصة جهات الحجاز والجنوب مثل المخلاف السليماني ومنطقة الحجاز التي خضعت للدولة السعودية الأولى بقيادة الأمير طامي بن شعيب الذي كان أحد أشهر قادة الدولة آن ذاك
وقام الأمير طامي ببناء عدة قلاع محصنة ضد الغزو العثماني المتوقع من القنفذة الى صبيا وقامت الحملة العثمانية الأولى لغزو منطقة عسير الحامية الغربية للدولة السعودية ولم تنجح ثم قام محمد علي باشا حاكم مصر آن ذاك. بقيادة الحملة الثانية بنفسه وسقط أخر معقل للدولة السعودية بعسير عام 1230 هـ وهي بلدة طبب وقلعتها وأسر الأمير طامي بن شعيب وهنا تفرغ محمد علي باشا للدرعية .
وقد تكلم الرحال السويسري بوركهارد في مذكراته عن شراسة رجال منطقة عسير في الدفاع والقتال وعن قوة تحصين قلاعها وكذلك ذكرها الضابط الفرنسي جوان المرافق لحملة محمد علي حينها
وبعد مايقارب ثلاثة قرون من العمل الجاد من الأئمة في الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة هانحن نرى نتائجها من الأمن والإستقرار ورغد العيش حتى تحققت دعوة أبونا إبراهيم عليه السلام ( ربي إجعل هذا البلد آمنًا وأرزق أهله من الثمرات )
أدام الله علينا الأمن والأمان وحفظ قادتنا وولاة أمرناوبلدنا وشعبنا من مل مكروه . آمين
محمد سعيد أبوهتله
أحد رفيدة - عسير
2023/3/27. م