|

نفطنا سعودي شاء من شاء أبى من أبى

الكاتب : الحدث 2023-03-20 10:25:21

 أحمد بني قيس
@ahmedbanigais

لقد منّ الله على هذه البلاد بنِعَمٍ عديدة من أهمها نعمة وجود الحرمين الشريفين بين ظهرانيها وزاد فضله عليها بأن رزقها نعمة النفط وما ترتب على وجوده من منافع اقتصادية جمّة مكّنت السعودية من تطوير أرضها وشعبها وساعدتها على خلق سمعة عالمية لها مرتفعة الإيجابية يشهد بها القاصي والدان.
 
الجدير بالذكر أن التمتع بوجود هذه النِعَمْ لم يقتصر خيره على السعوديين فقط وإنما عمّ نفعه الكثير من البلدان والشعوب خاصة العربية والإسلامية منها ليس فقط وقت الأزمات والمحن وإنما أيضاً حتى وقت الاستقرار والسلم إلا أن شرائح معينة من تلك البلدان والشعوب قابلت كل ما بذلته وتبذله السعودية بالجحود والنكران وعدم الاعتراف به وإذا صدف وإن أعترفت به فئة منهم فإنها تعترف به من باب أنها ترى فيه حقاً مكتسباً لها وليس خدمة جليلة يستحق من قدمها لهم الشكر والعرفان.
 
اللافت في هذا الشأن أن السعودية قبل اكتشاف النفط في أرضها كان أهلها يكابدون شظف العيش ويُقاسون مُرّ الحاجة ورغم ذلك لم يقوموا بطلب المعونة من أحد ولم يستجدوا مساعدة أي جهة مهما كبر مقامها وعظمت مكانتها كما أن التاريخ يشهد بعدم مبادرة أي طرف من تلك الأطراف لمدْ يد العون والمساعدة لها في دلالة واضحة تقول بكل وضوح بأنه لا فضل لأحد فيما تتمتع وتنعم به هذه البلاد وترفل به وإنما الفضل في ذلك يعود لله وحده ثم لأهلها فقط.
 
العجيب في شأن النفط السعودي وجود من يطلب من تلك الشرائح المشار إليها آنفاً منحه حصة من عوائده تارة بدعوى أنه ملك للأمة الإسلامية ويجب حصول كل فرد منها على نصيبه منه مع أن الواقع يقول بأن أكثر هؤلاء هم أبعد ما يكونوا عن التمسك بتعاليم الدين والحرص عليها وتارة أخرى بدعوى أن هذه العوائد عربية ويجب توزيعها عربياً رغم أن الواقع يشهد بأنهم من ألدْ خصوم العروبة وأشدّهم هجوماً عليها.
 
وجميع هذه الترّهات والسقطات وأمثالها التي سبق ذكرها هي من أجبرت القيادة السعودية على البدء في تقنين وضبط عملية تقديم المنح والمساعدات وجعلها رهن سببها المعلن فقط كشرط مبدئي يتم بناءً عليه تقديمها وهو ما أثار حفيظة أولئك الذين تعودوا على تلقّي الأموال بشكل مجاني ومن ثم نهبها والسطو عليها ضاربين عرض الحائط بذرائع طلبهم لها التي يقول ظاهرها بأنها متعلقة بتحقيق مطالب تنموية أو بعلاج مشاكل معيشية بينما هي في واقعها مجرد وسيلة للاغتناء وتكديس الأموال وتضخيم الثروات الشخصية.
 
إن ما يجب أن يعلمه كل من يتجرأ على النيل من حق السعودية في ممارسة سيادتها على كل ما يوجد على سطح أو في أعماق أراضيها هو مجرد نكرة لا قيمة له مهما تباكى وأدّعى المظلومية فمن أراد التعامل معنا وهو مؤمن بحقنا المطلق في التمتع بما نملك وحقنا السيادي في التصرف فيه كيفما نشاء أهلاً وسهلاً به أما من يريد التعامل معنا على أساس أن نهب خيراتنا واستنزاف ثرواتنا حقٌ له فليس له منّا في أحسن الأحوال إلا إغلاق صنبورنا الذي تعوّد الشرب منه.