|

الحرب الأكثر شراسة

الكاتب : الحدث 2023-06-01 09:36:45

"الفساد جزءًا مظلمًا من سلوكيات المجتمع المدني لا يمكن الفكاك منه"  هذا الاعتقاد ساد مدة من الزمن بين الناس فما زالت تلك الظاهرة العالمية تُقوض كل فرص العدالة بين الشعوب والأفراد وتزعزع استقرار الأمن في النفوس مما قد يؤدي لهجرة الكفاءات من أبناء الوطن.
معضلة الفساد هي إحدى أهم أسباب الرجعية في التاريخ البشري الحديث باعتبارها خيانة للوطن و كابوسا مرعبًا كتم على الأنفاس طويلًا واغتصب الفرحة من القلوب وأجج نيران الظلم بين أفراد المجتمع .

بدأ يتلاشى هذا الاعتقاد في نفوسنا نحن كمواطنين سعوديين بعد الحملة الشرسة التي قادها ولي العهد في لجنة مكافحة الفساد والتي بدأت تؤتي ثمارها وتنفض الغبار عن ملفات معقدة طويت بعد أن ظلت حبيسة الأدراج لسنوات، بعد تعرية هؤلاء الفاسدين و إحالتهم إلى القضاء اختلفت كل الموازين واتضحت الرؤية و وضعت الأمور في نصابها الصحيح فأصبحت قيم المجتمع بمأمن من هذه ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎت الإجرامية.

تكاليف باهضة و نتائج مخزية خلفتها ملفات الفساد لم تعد قاصرة آثارها على الجوانب الاقتصادية و الإدارية فحسب بل الأمر تعدى إلى استهداف الجانب  الإنساني من خلال إغراق المنطقة   بسموم المخدرات الخبيثة التي أهلكت العقل البشري وجردته من إنسانيته و قيمه الدينية والأخلاقية لتصبح تلك الآفة من أبرز وأهم قضايا الفساد التي تواجهها الدول و مازالت تتفاقم نتائجها يومًا بعد يوم و تسير بالمجتمعات نحو الهاوية.

لا يخفى على الجميع أن المملكة العربية السعودية مستهدفة من قِبل أعدائها الذين يحاولون بشتى الطرق تدميرها وإبقاء عقول شبابها في دائرة الضياع و عاله على مجتمعاتهم لذلك أدركت القيادة الرشيدة حفظها الله الأخطار القادمة والتحديات الكبرى لتلك الآفة فبدأت بشن حرب أكثر شراسة وحملات أمنية مكثفة لا هواده فيه و إجراءات صارمة للقضاء على ممولين هذه السموم وكف إيادي المتعاطين وإعادة تأهيلهم للمشاركة كأفراد صالحين في مجتمعاتهم .
لاقت تلك الحملات إستحسان ورضاء المواطنين لإستشعارهم بأهميتها و التي تأتي بالتزامن مع إزدياد الجرائم الناتجة عن تعاطي المخدرات ومدى تعاظم خطورتها بين المراهقين بحيث لم يعُد يُجدي نفعًا  التعامل مع هذه المعضلة بالحلول السلمية فقط بل يجب إستخدام الحزم والعقوبة لكل من يشارك أو يتعاطف أو يمول هذه الجريمة البشعة.
 
قدم ولي العهد محمد بن سلمان نموذجًا متفرد و إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق في القضاء على كل ما من شأنه الإخلال بأمن الدولة والمواطن ،آمن برسالة الإصلاح والتغيير فكانت من هنا البداية بداية قادت لمجتمع سليم متعافي خالٍ من أي علل واضطرابات نفسية و إجتماعية.

الفساد والمخدرات وجهان لعملة واحدة من حيث حجم الكارثة التي يتسببان بها و محاربتهم مسؤولية دينية و وطنية تتشارك فيه أطياف المجتمع بأكمله، مازالت الجهود مستمرة حتى يتم تطهير الوطن  ويتحقق حلم الرؤية وتصبح ملفات الفساد والمخدرات مجرد حكايات مؤلمة تروى من أرشيف الماضي للأجيال القادمة.

بقلم / العنود سعيد