|

ساعة ” وساعة ” يا سعادة الوزير

2017-10-12 05:46:13

لا أكتبُ لك يا سعادة الوزير مُعارضاً ولا شكَّاءً ، بل بكَّاءً .
نعم باكياً على ساعة تضيع من وقتي ومن وقت أبنائنا الطلاب دون فائدة تذكر ، ساعة قد تُغيُّر من حياتي إن وجدت البيئة المناسبة لها والاهتمام باستغلالها ، وساعة أُخرى قد تَحُول بيني وبينك وبين ما نصبو إليه إنْ تخبطنا ثم قررنا على عجلٍ دون دراسة وتخطيط واستراتيجيات واضحة .
دعني أسألك يا سعادة الوزير قبل أن تُقرِّر إضافة ساعة هل أجريت دراسة وبحث واستبيان على مائة ألف طالب وطالبة ، ومعلم ومعلمة على أقل تقدير ؟ ليكشفوا لك أسباب التسرب وتدني المستوى ، فلا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها ، أم أن القرار تمت دراسته في أروقة المكاتب وخرج لنا بين عشية وضحاها فارساً مغواراً .
ألم تعلم أننا نحب العمل ، وفي المقابل نتلذذ بالإجازة لأنها تأتي بعد عناء وتعب ! وهذه سنة الحياة
فنحن بشر نحب ونكره ، ونريد ونرغب ، نتقبّل ونرفض ولكن لسنا ضد التطوير ولسنا ضد شخصك الكريم ، ولا يوجد لنا مآرب أُخرى ، نحن معكم ومع قيادتنا الحكيمة قلباً وقالباً ، وهدفنا إخراج جيل متعلم متزن ينهض بهذا البلد في ظل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عدالعزيز – أطال الله في عمره – وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه .
صحيح أن خصائصنا ومقوماتنا تختلف عن كثير من الدول فما يمكن تطبيقه في دول مجاورة أو في دول أجنبية قد لا يصلح لنا وقد لا يهمنا وأحيانا لا يفيدنا ، فكل أرض فيها ثروتها ولها خصائصها ومقوماتها .

فإليك يا سعادة الوزير ، حيث أكتب لك وأنا أقف على عتبة باب الصف السادس معلماً لست مبتدئاً ولا خبيراً ولكني تجرعت مرارة الوقوف في ساعة لم أجد لها مصرفاً .

نتفق معك يا سعادة الوزير أن النشاط المدرسي له أهمية بالغة لجعل البيئة المدرسية بيئة جاذبة للطالب
وتغيير الروتين اليومي وخلق مزيداً من الإثارة والتشويق
، ولكن إذا أردت أن تُطاع فأُمر بالمستطاع ، وإذا أردت أن تتخذ قرار فتفقد امكانياتك وأدواتك قبل أن تُقرر ، واكسب محبة من يقومون على تنفيذ قرارك فأنت لاتسطيع أن تُقرر وتنفذ بمفردك .

اتفقنا معك ياحضرة الوزير فلماذ لا تتفق معنا أن مدارسنا ليست جاهزة وأنها تحتاج إلى مزيدٍ من التجهيزات والتهيئة قبل أن نُقِرّ ونفرض أي نظام ، ألا تعلم أن البياض الأعظم من مدارسنا به نقطة سوداء وأن معظمها غير صالحةٍ للمكوث فيها ساعات طويلة.
هل تعلم أن أبناءنا ورغم الإمكانيات المتاحة مازالوا يجلسون على كراسي مصنوعة من الخشب منذ عرفت المملكة التعليم لم يتغير شكلها. !

هل تجزم يا سعادة الوزير أن ساعة النشاط سوف تُحِل مشكلات الطلاب التربوية ، من تسيب وغياب وتدني في المستويات ، وأن السبب يكمن في غياب الأنشطة ، إن كان كذلك فنحن معك خطط ونحن نسير نحو الهدف بإذن الله .
ولكني أجزم يا سعادة الوزير أن مشكلتنا ليست في غياب الأنشطة ولا استراتيجيات التعليم القديمة التي أنجبتك لنا دكتوراً وقائداً فذاً ، أو الحديثة التي مازالت تحت مجهر الانتظار والمراقبة ، فلكل زمان أدواته ومخترعاته .
وأوكد لك أن المشكلة الحقيقية حسب وجهة نظري المتواضعة هي غياب مبدأ الثواب والعقاب ، مشكلتنا الحقيقية ياسعادة الوزير هي ضعف الأنظمة التعليمية وعدم تطبيقها في كثيرٍ من الأحيان ، مشكلتنا أننا نتجاوز على الأنظمة بحجة الإنسانية ونهرب من تحمل المسؤولية فأصبحنا نعيش حالة من الرهبة والارتباك بين واقعنا وما نطمح إليه ، في ظل غياب من تستطيع أن تضع على عاتقه كامل المسؤولية .

مشكلتنا الحقيقية أننا أقوياء على الورق ضُعفاء أمام الواقع ، مشكلتنا الحقيقية أننا نندفع وراء الإعلام ومطالبه دون تدقيق وتنبؤ بتلك النوايا واكتشاف أهدافها ، ومشكلتنا العُظمى أن المُتميز والمُهمل يجلسان في نفس المكان ويحصلان على ذات المنصب والمميزات ، والطامة الكبرى أننا صفقنا للكل فظن الجميع أنهم أذكياء .
فهل أدركت معنى ساعة يا سعادة الوزير ؟
” إضاءة”
“يمكنك أن تتعلم الكثير من أخطائك
عندما لا تنشغل في إنكارها”
“إذا لم تستطع الابتكار ، فأحسن الاختيار”