|

إغلاق المحلات وقت الصلاة.

2017-09-28 05:48:48

نحن والحمدلله بلد محافظ أهله على الصلاة، ولكن لابد من تنظيم أمر مثل هذا فنحن الآن في دولة تهتم بالتنظيم والوعي والإنجاز. وعليه فإن إغلاق المحلات وقت الصلاة أمر يعجب البعض وفي المقابل يعارضه الكثير.
إن وقت إغلاق المحلات هو للصلاة فقط ولكنه تحول الأمر فيما بعد إلى تعويد الموظف على الكسل وتأخير المراجعين وتعويد المجتمع ككل على تقليل أهمية الوقت. ولا أحد ينكر أن اليوم هناك محلات ومطاعم في وخارج المجمعات التجارية تغلق وقت الظهيرة قرابة ٤٥ دقيقة بعد الصلاة. علاوة على ذلك هناك محلات تغلق قبل الصلاة بعشر دقائق إلى عشرين دقيقة. فهل هناك أحد مقتنع بأن هذا كله وقت للصلاة مضى بين ركوع وسجود؟ إن الأمر ليس له علاقة إطلاقاً بأداء الصلاة، بل إنه وقت نضيعه و نتعذر به على أنه وقت الصلاة بينما هو وقت للكسل واللاإنتاجية.
وقبل أن أترك الأمر لكم لابد من إثبات تجربة بالبرهان، ولن أتحدث عن تجارب مستوردة أو فلسفة ذاتية محدودة بعقل واحد.
ولكني أتحدث عن التجربة الرائدة في السعودية لمجمع الراشد المول فرع الخبر، الذي يحدث هناك في المجمع بأنه يتم النداء للصلاة ويعطى للناس فرصة للذهاب للوضوء ثم تقام الصلاة في وقت قصير جداً بين الأذان والإقامة. فالذي يحدث كما يراه أي زائر منكم للمجمع بأن الناس تُسارع إلى إغلاق المحلات، ويدخلون أفواجاً من بوابة المسجد في مشهد لم أرى مثله، حتى وأنت تسير تسمع الشباب وهم يقولون “خلنا نلحق على الصلاة” لأنهم يدركون بأن الوقت بين الأذان والإقامة قصير جداً.
إن الأوقات الطويلة التي تصل لنصف ساعة في مسجدي مثلا بحجة إنتظار تكامل الجميع أو إنتظار وصول الإمام جعلتنا نتعود على الكسل والتسويف والتأجيل وحتى إزدراء لقيمة الوقت. ومن تعلق قلبه بالصلاة أراد أن يصلي ويستعد للصلاة فإنه سوف يجد بأن خمس دقائق بين الأذان والإقامة تكفيه ليستعد لأداء الفريضة، ولكن وجود أوقات متفاوته وطويلة بين الأذان والإقامة لم يخلق فينا إلا الكسل والتسويف والتأجيل والتأخير.
الوقت القصير بين الأذان والإقامة أصبح مهم في عالم متسارع للوقت فيه أهمية كبرى، فالوقت ثروة يحرُم تبديدها في عمل أو مجموعة أعمال غير نافعة. وبإعتقادي فإن القطاعات التجارية على وجه الخصوص والخدمية بما فيها الحكومية أن تلتزم بـ ١٠ إلى ١٥ دقيقة للإستعداد وأداء وإنهاء الصلاة يتبعها معاودة العمل مباشرة دون تأخير أو مماطلة وأرى بأن فوائده كثيرة النفع على الجميع.
والله من وراء القصد،،