|

هل استعديتم لإستقبال الضيف الكريم العظيم؟؟

2017-05-18 10:42:26

أيام قلائل ويحل علينا زائر عظيم عزيز على قلوبنا جميعا ،إنه ضيف كريم يزورجميع المسلمين فردا فردا في منازلهم،محملا بأنواع الهدايا والعطايا ،لاعجب فهو ضيف مؤلف من أيام مغموسة بالأجر والزاد لكل من أستعد لإستقباله وأحسن ضيافته..
أحبابي في الله.. الكل يستعد لرمضان.. فالتجار يستعدون.. والقنوات تستعد.. والمقاهى تستعد..ولكن نحن الناس العاديون كيف استعدينا وشمرنا الهمم لاستقبال ضيف غالي وعزيز لايزورنا الا كل سنة مرة محملا باجمل الهدايا والبركات والعطايا …فجدير بنا أن نهيء أنفسنا لاستقبال ضيف قادم غائب محمل بجميع أنواع الحسنات بمايليق به ..
أن رمضان موسم غير عادي لأهل التجارة مع الله تعالى ،تجارة الحسنات وليست تجارة الأموال كما يستثمرها التجار أصحاب الشركات والبضاعة والقنوات في رمضان..
بعض المسلمين استعد لاستقبال هذا الضيف الكريم بأنواع المؤن وبكميات كبيرة خوفا من الجوع في رمضان ومن شهوة الصيام،بل إن البعض هجم على مخازن الطعام كانقضاض الوحش على الفريسة وكأن شهر رمضان شهر جوع ومجاعة ؟
والبعض الآخر لم ينسى شراء أواني الطعام الجديدة بجميع أصنافها وأشكالها استعدادا لمائدة رمضان العامرة بما لذ وطاب وفاض عن حاجة الصائم ..
والبعض الآخر للأسف نسي استثمار هذا الشهر الفضيل واكرامه باستثمار الوقت في حصد الحسنات …لإهدار الوقت والمال في تمشيط الأسواق والانتقال من مول لمول في نهار ومساء رمضان لشراء كسوة العيد ،والعثور على آخر صيحات الموضة التي ينتهزها تجار الملابس في رمضان ،فهل يعقل الإستعداد لأربع أيام العيد واهدار ثروة رمضانية مدتها ثلاثون يوما ،في شراء الثياب ؟
فكيف احبائي نستعد لإستقبال ضيفنا العزيز الكريم ونستثمر كل ثانية في ربوع أيامه الفضيله العظيمة المليئة بالروحانية والسكينة والعطاء ؟
علينا أحبائي أن نستعد لاستقبال ضيفنا الكريم بفلترة قلوبنا من الضغينة والأحقاد والكراهية ،وغسل نفوسنا من المعاصي صغيرها وكبيرها بالتوبة الصادقة النصوح قبيل قدوم رمضان،أولسنا نستعد لاستقبال ضيوفنا بتنظيف المنزل وترتيبه وتنسيقه وتهيئته وتعطيره،فرمضان أجدر بتنقية أرواحنا وفلترتها من كل مايشوبها من معاصي وذنوب ،وقضاء وقت ممتع بروح صافية مع ضيفنا العزيز.
إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم , ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول .إن للنية أثرها في التوفيق للطاعة , فقبل إقبال هذا الموسم لننوي أن نغتنم كل ساعة من ساعاته , وكل لحظة من لحظاته .
حاول أن تتفرغ قليلا من أشغال الدنيا هذا الشهر , جهز أغراض رمضان والعيد قبل الشهر للتفرغ فيه للعبادة ,
أريد أنْ أقول: (ولو أرادوا رمضانَ لأعَدُّوا لَهُ عُدّة)، ولذلك فقد قال أحد السلف:
(رجب شهرُ البَذر، وشعبان شهرُ السُقيَا، ورمضان شهرُ الحَصاد)، بمعنى أن كل الذى تريد أنْ تحصده فى رمضان يجب أنْ تزرعه أولاً فى رجب وشعبان، فرمضان أشبَهُ ما يكون بيوم امتحان الطالب، فهل يُعقَلُ أنْ أحدأً يترك المذاكرة طوال العام ثم يأتى ليذاكر فى يوم امتحانه ؟
واعلموا أحبائي إن من أهم الخطوات لإستقبال ضيفنا العزيز الجديد ،سد ديون رمضان الفائت من ايام تم فطرها بعذر أو بدون عذر ،وإن من أعظم القصور استقبال رمضان جديد ولنا دين قديم ،ولتعلم حكم قضاء أيام فطر رمضان..
عــن عَــائِشَةَ رَضِــيَ اللَّهُ عَنْهَــا قــالت : ( كَــانَ يَكُــونُ عَلَيَّ الصَّــوْمُ مِــنْ رَمَضَــانَ ، فَمَــا أَسْتَطِيــعُ أَنْ أَقْضِيَـــهُ إِلا فِي شَعْبَــانَ ، وَذَلِكَ لِمَكَـــانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) . قال الحافظ : وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ اهـ فإن أخر القضاء حتى دخل رمضان التــالي فلا يخــلو من حــالين : الأولى : أن يكــون التأخير بعــذر ، كما لو كـاحكم من لم يقضي فطره في رمضان حتى رمضان المقبل الجديد
اتفــق الأئمــة على أنه يجــب على مــن أفطــر أيــاماً من رمضــان أن يقضـي تــلك الأيــام قبــل ن مريضــاً واستمــرَّ به المــرض حتــى دخــل رمضــان التــالي ، فهــذا لا إثــم عليه في التأخير لأنه معذور . وليس عليه إلا القضاء فقط . فيقضي عدد الأيام التي أفطــرها . الحــال الثانيــة : أن يكـــون تأخيــر القضاء بدون عذر ، كما لو تمكن من القضاء ولكنه لم يقض حتى دخل رمضان التالي. فهــذا آثــم بتأخيــر القضــاء بــدون عــذر ..
خير وأفضل الأعمال في رمضان
هذه بعض الأعمال الفاضلة التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في فعلها في هذه الليالي المباركة نسأل الله أن يعننا وإياك على أداءها ومن هذه الأعمال بالترتيب والأفضلية:
الصيام ،القيام ،الصدقة ،قراءة القرآن ، الاعتكاف ، العمرة في رمضان ، تحري ليلة القدر ، الإكثار من الذكر والدعاء والإستغفار..
قال صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . يقول الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) [أخرجه البخاري ومسلم] .
إن رمضان ليس ضيفا فحسب ،بل هو أعظم مدرسة في تاريخ البشرية لترويض النفس المسلمة على مكارم الأخلاق والسمو عن الملذات والمعاصي …
إنه مدرسة للتربية والتهذيب والتعليم لكل مسلم على ..الصبر،الإيثار،معرفة معنى الحرمان عند الفقراء والمحتاجين ،كبح جماح النفس عن الهوى،وتنزيه عن المعاصي بأنواعها واحجامها كيف لا وفي هذا الشهر الكريم تصفد الشياطين ،إنه أيضا مشفى للجسد من الأمراض والعلل الصحية الناجمة عن عاداتنا الغذائية السيئة ،فنحن مسرفون في تناول الطعام ،مستهلكون لطاقة معدتنا وأمعائنا،فرمضان يعتبر فترة نقاهة للمعدة وراحة لها من كثرة الهضم والعمل ،وفرصة لتصحيح عاداتنا الغذائية الخاطئة ،وبدل ملء المعدة بالغث والسمين والضار والمفيد،علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،أفضل الطرق الغذائية في طرق تناول الطعام في رمضان ،فعلينا اتباع السنة في صيامنا وافطارنا لننعم بالفائدة الحقيقية الصحية من خلال شهر كامل نبرمج فيه نظامنا الغذائي ،على الاقتصاد في الطعام وتناول الغذاء الصحي ،وهو فرصة كبيرة لعمل رجيم صحي مرن ،مع ترويض النفس على ترك العادات المعيشية السيئة من خلال الامتناع خلال نهار رمضان عن المأكل والمشرب ..
أفكار رماضنية لأستثمار كنوزه الثمينة …
*نصيحة لكل ربة منزل وكل راعية أسرة لاتهدري وقتك الثمين خلال نهار رمضان على طهي عشرات الأصناف من الطعام للأسرة والضيوف ،مايفيض عن حاجتهم وقد يزيد ولا تلمسه الأيادي مرة أخرى فيكون مصيره سلة المهملات والعياذ بالله،لذلك اختصري مائدتك بأصناف صحية خفيفة سريعة التحضير واستفيدي من الفائض لوجبة السحور ،ولاتنسي عند اعدادك الطعام جيرانك والفقراء ..
*نصيحة كل صائم يتجول في نهار رمضان للعمل أو للتبضع،اياك أن تفرد عضلاتك على من حولك بحجة انك صائم ،حيث تفقد أعصابك فتخرج منك كلمة نابية جارحة تخدش صيامك،وحجتك في ذلك انك صائم،لاعزيزي الصائم إن الصيام ليس حجة للتعدي على اخوانك المسلمين باللسان أو باليد أو بغيرها من اساليب الأذية ،بل هو كف الأذى ومساعدة الغير ..
*الذكي منا من استثمر كل دقيقة وكل ثانية في ملء رصيده من الحسنات في هذا البنك العظيم ،وأسهل أنواع الإستثمار الإستغفار والتسبيح،والان أصبح من السهل على كل مسلم حمل المصحف كاملا في كل زمان ومكان بوجوده محملا في جهاز هاتفه الخلوي ،فما أجمل تمضية أوقات الفراغ والانتظار بقراءة سطور وصفحات من كتاب الله الكريم الذي أنزل في هذا الشهر الفضيل..
*اياكم ثم اياكم في اهدار الوقت والمال في تمشيط الأسواق ،فاللبيب منا من يشتري مسلتزمات وثياب العيد في شهر شعبان حيث تكثر الملابس والتخفيضات بشكل غير طبيعي ،بينما ترتفع الأسعار الى الضعف في رمضان وخاصة في الأيام الأخيرة بحجة تنزيل الموديلات الحديثة والجديدة ،فلا تسيروا مع تجار الثياب في خطتهم التجارية ،في افلاس الوقت والجيب ..ولديكم عام كامل لشراء كل ماتشتهون من الثياب ،والعيد السنة فيه ارتداء الجديد في صلاة العيد ،وليس لبس الباهظ الثمن والغريب والمستهجن من الثياب ،فلا تتبعوا شيطان الموضة وبريق السوق .
*هل يعقل أن يصرف المرء رصيده من المال في يوم واحد أو عدة ساعات في شراء ملا يلزم وفي أشياء محرمة ممنوعة ضارة ؟
وهل تستطيعون اهدار ثروة تعبتم في جمعها أيام وشهور وسنوات في لحظات من أجل نزوة مغرورة وشهوة مسعورة ..
للأسف هذا ماتفعله بعد الفتيات والنساء المسلمات في نهار ومساء رمضان بقصد أو بدون قصد..
فهن وبكل خزي يخرجن متبرجات متعطرات لابسات من اللباس الضيق والفاتن والمغري في وضح رمضان والناس صيام في الأسواق وغيرها فيا للفتنة وأي صيام مجروح هذا ،ونفس الوضع في المساجد بيوت الله في صلاة التراويح حيث تري العجب العجاب من أشكال العبايات والثياب والتبرج والعطور ..
* أما الوحش الكاسر والعدو اللدود في شهر رمضان والذي يتسلل لكل البيوت ولكل الفئات فهو الفضائيات بكل ماتحويه من فتن ومعاصي ،على شكل مسلسلات وبرامج وفوازير الى مالانهاية من متعة النظر الحرام ،حيث النساء العاريات والموسيقى الصادحة الصارخة ،والتنافس في كل قناة على جذب أكبر عدد من المشاهدين ..وهذه سياسة الدعاية والاعلان التي يسوقها التجار لمنتجاتهم هداهم الله..

رمضان ضيفنا الكريم العظيم الرحيم يطرق باب كل مسلم ومسلمة فينا ،فهل استعدينا لاستقبال هذا الضيف بمايليق به وهلا اغتمنا وقت مكوثه معنا بكل مايملأ رصيدنا بالحسنات والطاعات والعبادات ؟؟

تويتر سحر عبدالله خان