|

تمزيق الكتب تمرد وتساؤلات ؟!

2017-05-16 10:46:45

ماحدث مؤخرا ونقل للرأي العام العربي وغير العربي عبر وسائل الإعلام السعودية والخليجية عقب تمزيق التلاميذ لكتبهم في أحدي مدارس محافظة تبوك السعودية هي ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ التعليم العربي بل تاريخ الأمة المعاصر ومعه تساؤلات مفتوحة توجه في المقام الأول لمنظومة التعليم العربي الجوفاء ؟

وما اعقب تلك الحالة النفسية لتلاميذ صغار في بدأ حياتهم التعليمية فكان القرار السياسي أعفاء وزير التعليم السعودي لناظر المدرسة هو الحل وكأن الظاهرة فردية وراءها مدير مدرسة فاشل ؟

لكن الحقيقة تكمن في تدهور آلية ونظم التعليم العربي اليوم كمنظومة اصبحت بالفعل مريضة وتعاني من سرطان قاتل لكون منظومة التعليم العربية تخلت في المقام الأول عن دورها التربوي في النهوض بالطفل والمعلم معا بل في جوهر العملية التعليمية الفشل من خلال المقرارات الدراسية التي اصبحت مثل ثعبان كبير يقتل كل ملكات الإبداع لدي الطفل العربي مع غياب صريح وربما مفتعل للإنشطة التي كانت سائدة في مدارسنا الإبتدائية العربية إلي عقود قريبة ومن بين تلك الأنشطة الموسيقي وجماعة الخطابة المدرسية والكشافة والمسرح والتربية الرياضية والرسم والزراعة بل اصدقاء المعمل المدرسي من اصحاب المواهب المبكرة والإبتكارات العلمية فتحولت المدرسة إلي شيطان مزعج في عقل الطفل الصغير مما إنعكس عليه تمردا بالقطع بل بالسلبية في تحصيل دروسه وبالتالي هدم لقيمة الكتاب المدرسي بفطرته العفوية بدلا من اعلاءه وتقديسه ؟

ومما ساعد أيضا علي افساد عقول التلاميذ الصغار للكتاب والمدرسة ما يبث عبر الميديا علي مدار اربع وعشرين ساعة من مسلسلات تلفازية وسينمائية غاية في الاسفاف والإبتذال بالسخرية من المدرسة والمعلم والكتاب فإنعكست كل تلك الظواهر المريضة التي يرفضها عالم الكبار بل وطن !

عليهم بكل مظاهر التمرد وفي غيبة منظومة التعليم العربي التي جعلت كل مقومات التعليم محصورة في مناهج العقم والاحتيال لا اعلاء لملكاتهم الذهنية والجسدية ؟

فمن يتبني ملكات الطفل العربي في المدرسة والمعلم اصبح هو الأخر أجوفا يعاني من علل اجتماعية عديدة واهمها دوره الذي اصبح ينحصر في اعطاء الدروس الخصوصية بالساعة والثانية والدقيقة بلا تحفيز لملكات الطفل العربي بل حتي الاستماع إلي همساته المكبوتة التي اصبحت خرساء ؟

فالحل لا يكمن في اعفاء مدير مدرسة ولا أقالة وزير ولا تصريحات إعلامية من هنا وهناك بل يكمن في استعادة دور منظومة التعليم العربي وتحديث مناهج التعليم

بما يلائم ملكات الطفل العربي الذي يتواصل مع عالم السوشيال ميديا من خلال هاتفه الذكي وكل الوسائط الرقمية مع الآخر في كل مكان وزمان وبدون فلسفة وبلا رقابة من الأسرة فعلينا رؤية الواقع والعمل علي تغيير تلك الإنماط التعليمية العربية العقيمة والسائدة اليوم بيننا قبل فوات الآوان من المحيط إلي الخليج حتي نحمي عقول الوطن من الإنهيار نحمي عقول أبناءنا الطلاب من رفض واقعهم يوما بعد يوم رسالة وطن !