{ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}

بقلم✍️مريم آل قاحص
مدينة«الأخدود»تعود إلى ألفي عام.. وتحكي قصتها سورة «البروج»
مدينة الأُخدود وعرفت سابقاً باسم «رقمات» هي مدينة تاريخية ويعود تاريخ القلعة التي تشكل العنصر الأبرز في الموقع إلى الفترة الممتدة من 500 ق.م إلى منتصف الألف الأول الميلادي وهي فترة الاستيطان الرئيسي للموقع اشتهرت المدينة بالمذبحة التاريخية التي أوقعها ذو نواس الملك الحميري في سنة 520 بحق قاطني المنطقة (أصحاب الأخدود) ، فمدينة الأخدود من مدن المملكة الأثرية وتحتوي على قصص وشواهد تاريخية وتعد من المواقع الأثرية في المملكة، وأهم معلم حضاري وسياحي وتاريخي لمدينة نجران؛ لما تحويه من كتابات ونقوش على الأحجار كما تبوح هذه المنطقة بسرٍ آخر، حيث نفت المزاعم أن السكان القدماء كانوا عمالقة أو ضخام البنية، بل جاءت النقوش لتؤكد أن الأرجل والكفوف الموجودة لم تمثل فرقًا بين الإنسان قاطن الأخدود في تلك الفترة وبين الإنسان الحالي، لكنهم كانوا أشداء أقوياء، كما وجد أيضا بعض الحلي، حيث تشير عمليات التنقيب إلى اعتماد سكان الأخدود على الفضة والبرونز والذهب في الزينة». المدينة مربعة الشكل وتبلغ مساحتها أربع كيلو مترات مربعة، وتقع على الحزام الجنوبي لوادي نجران، على بعد 25 كيلو مترًا من مدينة نجران بين قريتي القابل والجربة. بدأ التنقيب في المنطقة في نهايات القرن العشرين. اكتشفت العديد من القطع الأثرية والمدافن والقبور والتي يعود بعضها لما قبل الميلاد وبعضها للفترات الإسلامية. ويشهد موقع الأخدود الأثري المذكور في القرآن الكريم إقبالاً كبيرًا من قبل سكان وزوار المنطقة، خاصةً خلال الإجازات والعطل الرسمية، للاطلاع على ما تحتويه تلك المواقع الأثرية من آثار تاريخية عريقة. وتعد مدينة الأخدود متحفًا طبيعيًا وتاريخيًا مليئًا بالأدلة والعبارات المنحوتة التي سجلتها أيدي الأمم السابقة. ومن المؤكد أن ما سوف يراه الزائر لهذا المكان يمثل أقل من واحدٍ في المائة مما هو مطمور تحت الأرض وتحت أشجار الأراك المتشابكة، وهي أوابد مطمورة تحتاج إلى سلسلة طويلة من أعمال التنقيب والحفر لكشف فصول غامضة من تاريخ هذه المنطقة لذلك يعتبر موقع الأخدود من أبرز المعالم الأثرية ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى الجزيرة العربية، لأنه يروي قصة من أعظم القصص التي حدثت في التاريخ.