|

ما هكذا نفرح ..؟!

الكاتب : الحدث 2023-09-29 05:40:33

د/ سلمان الغريبي

الحمدلله على نعمة الأمن والأمان .. الحمدلله على نعمة الرخاء ورغد العيش والاستقرار .. الحمدلله على التطور والنماء والازدهار .. الحمدلله الذي أعطانا وأجزل لنا في العطاء .. الحمدلله على هذه الأرض الطيبة المُباركة بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي والرسالة المحمدية وقبلة المسلمين .. الحمدلله على هذه القيادة الحكيمة والحكومة الرشيدة التي تعمل ليل و نهار ، وتبذل أقصى جهودها باستنفار لخدمة ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء .. وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لرفعة الوطن وتطوره وازدهاره حتى الوصول به إلى مصاف الدول العالمية المتقدمة .. 
ففي كل عامٍ والحمدلله نحتفل سويًا بمناسبات عدة كمناسبة اليوم الوطني مثلاً الذي احتفلنا به قبل عدة أيام .. أو يوم التأسيس وغيرها من المناسبات .. فمن حقنا أن نفرح ولكن ...!!
 بأدبٍ وهدوءٍ واحترامٍ ومراعات لحقوق الآخرين ممن يسلكون الشوارع والطرقات، ونعد حقوقهم كحقوق الجيران مثلاً التي أكد عليها إسلامنا وأوصانا بها نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام  .. 
فلنفرح ولكن ... لا نتعدى على حُريات الآخرين والتسبب في الإضرار بهم والعبث في ممتلكاتهم الخاصة ..
فلنفرح ولكن .. لا نقف أمام مصالح الناس ونكون سببًا في تأخرهم عن تحقيق مصالحهم وأداء أعمالهم ..
فلنفرح ولكن .. لا نُعطل السير ونُغلق الشوارع والطرقات بالرقص والتجمعات العشوائية ونكون سببًا مُباشرًا في تأخُر سيارات الإطفاء حتى تستطيع اللحاق لوجهتها الطارئة وكذلك سيارات الإسعاف أثناء نقلها للمرضى ذوي الحالات الطارئة ، فالتأخر عن وصولها قد يسبب لاسمح الله كوارث لاتحمد عقباها، وقد تكون سببًا في حدوث وفيات أو كوارث والعياذ بالله  .. 
فلنفرح ولكن .. لانعبث في الممتلكات سواء الخاصة منها أو العامة ونكون سببًا في خراب و تشويه صورة المجتمع في الداخل والخارج وهدر الأموال .. 
فلنفرح ولكن .. بعيدًا عن المُهاترات والتحرشات التي تحدث أحيانًا عيانًا بيانًا وتكون سببًا في حدوث خلافات ومشاحنات قد تصل أحيانًا لإصابات بليغة أو للقتل لاقدر الله ..!
فلنفرح ولكن .. لاتُرمى أعلام وشعارات الدولة وتُداس بالأقدام وتُهان ..!
فلنفرح ولكن .. بهدوءٍ وسكينة وتعقلٍ وحكمةٍ بعيدًا عن المهاترات والحركات الخارجة عن إطار الأداب العامة والتقدير والاحترام ...!
فلنفرح ولكن .. يجب على الآباء والأمهات مراقبة ابنائهم وبناتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح لعمل الصواب والتمسك بالأخلاق والمبادئ والقيم والابتعاد عن التجمعات العشوائية والسلوكيات الخاطئة التي لاتليق بنا ولاتمثل مجتمعنا وديننا وتراثنا ومبادئنا وقيمنا ..!
فلنفرح ولكن .. يجب أن نعي أن هناك أُناسٌ كثيرون تضرروا من هذه العشوائية في الاحتفالات .. فأذية الناس وتقييد حرياتهم وحركتهم والتسبب في تعاستهم وحزنهم لايرضاه الله ولا المسؤولين في الدولة كذلك .. بل ستكون الدولة لمثل هؤلاء بالمرصاد حتى لايعكرون صفو سعادتنا وفرحتنا وستضرب بيدٍ من حديد على كل من تسوِّل له نفسه العبث أو القيام بتعطيل مصالح الناس والتعدي عليهم بأي طريقةٍ كانت مما سبق ذكره .. وتحويلهم إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال تلك الأعمال المُشينة من قبل المُستهترين والمُراهقين والمُراهقات ...!
فاللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان و الأفراح والليالي الملاح .. ولاتجعلنا سببًا مُباشرًا في إتعاس الآخرين والتسبب في أذيتهم وأحزانهم وتقييد حُرياتهم والخروج عن المألوف في التمادي بالتعدي والتخريب وعدم الالتزام بالقوانين والأنظمة التي وضِعت من أجل كُل هذا للحفاظ على سلامة الجميع .. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .