|

عودو أنفسكم على" الإستقلالية"

الكاتب : الحدث 2023-10-03 10:37:28

بقلم ــ حافظه الجوف

الاستقلالية لا يقصد بها أن يقوم الشخص بكل شيء بنفسه، بل يتحقق مفهوم الاستقلالية بقدرة الفرد على تحديد قدراته الشخصيّة وإنجازها، 
فالاستقلاليّة دائماً ما تحتاج إلى التعلم من الأخطاء وتجاوز مرحلة الفشل والمحاولة مراراً وتكراراً لتحقيق الطموحات والإنجازات، فعلى الشخص المستقلّ أن يتحلى بأسلوب خاص يميزه عن غيره مما يجعله مميزاً بين الآخرين ويمتلك حدوداً مهمة لايمكن لأحد تجاوزها.عودوا أنفسكم وربوا أبنائكم على الإستقلالية لتعيشوا حياة جيدة وصحية  
يوجد العديد من الأمور التي يؤخذ بها في عين الاعتبار عند تكوين شخصيّة مستقلة يطمح لها العديد من الناس، وذلك لتركيز هويتهم في المجتمع 
ومن هذه الأمور التالي: توفير دخل مادي خاص من أحد الأمور المهمة ليكون الشخص مستقلاً هو أن يستقلّ ماديّاً ويكون ذلك بتوفير دخل خاص به، ومُحاولته للإعتماد على نفسه لتسديد فواتيره ومصاريفه المعيشيّة، بالإضافة لاقتطاع جزء من الدخل أو الأرباح لتوفيرها والاستعداد دائماً لتدبّر النفقات، والتوقف عن الاعتماد على الآخرين،والبحث عن وظيفة مميّزة أو إنشاء مشروع صغير يدعم اهتماماته الشخصية سيوفّر له الاستقلالية الماديّة. 
فعندما نذكر بعض الأمثلة على سبيل الذكر وليس الحصر نرى الطريقة التي يتعامل بها الغربيون مع أبنائهم من خلال تعزيز روح الاستغلالية لديهم وتركهم يختبرون الحياة بعد اجتيازهم مرحلة عمرية معينة.بهذه الطريقة التي يتبعها الغربيون  تعد الحل الأمثل لبناء شخصية مستقلة  لدى ابنائهم   بعيداً عن  الحماية والخوف  الزائد من الأهل وفي  ذلك الكثير من الإيجابيات والسلبيات ..الأمر يتطلب الكثير من الوعي لدى الأسرة.لأنه و بالمقابل نرى هُناك الكثيرين الذين تجاوزت أعمارهم العقد الثالث 
 ومع ذلك مايزالون يعتمدون على ذويهم بكل كبيرة وصغيرة ويرتبطون بهم بشكل يخرج عن الإطار الصحي والطبيعي.لا نغفل عن ثقافتنا الشرقية والإسلامية التي جعلت الترابط الأسري من القيم المقدسة ،لأنها قيم إيجابية يجب التمسك بها مع عدم تجاهل أهمية بناء الشخصية المستقلة وتعزيزها في نفس الأبناء منذ الصغر 
القدرة على اتخاذ القرارات المهمّة في الحياة أمرٌ مهم ليحقق الفرد الاستقلاليّة، فمن المؤكد أن الحصول على رأي شخص، أو مجموعة من الأشخاص بين الحين والآخر سيكفل لك اختيارات جيدة وحلول جماعيّة مناسبة ستساعدك على اتخاذ القرارات، إلّا أنّ ذلك سيُقلل من ثقة الفرد في أحكامه الخاصة، ويمنعه من الإقبال على أي خطوة دون الاستشارة، حتى لو كان الشخص المُستشار لا يُعطيه نصائح مفيدة أو مُهمّة، لذلك يُستحسن عدم الانقياد إلى قرارات  الآخرين، والبدء بالاعتماد على النفس والتوصّل لحلول فرديّة مناسبة ،وهذا هو من أهم الأساليب لتكوين شخصية مستقلة .