|

"لا تصير كفو"

الكاتب : الحدث 2023-10-07 02:49:06


 بقلم 🖋️ محمد العتيق  

يمر الإنسان في حياته بمواقف كثيرة ، منها السعيدة ومنها التعيسة ، ومنها مايتخللها الفرح ومنها مايسودها الحزن ، وربما الغضب لمواقف قد تمر عليك في يومك ، أو من خلال موقف معين ستتعرض له في الشارع أو في العمل أو  حتى في مناسبةٍ ما ، كل ذلك يتعرض له الإنسان كثيرًا ما دام يخالط الناس ويتعامل معهم ، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».   

فمخالطة الناس لابد منها ، وستكون دومًا في علاقة معهم لأنك ستحتاجهم ويحتاجونك ، وإن هناك قاعدة للتعامل مع الناس في وقتنا الحاضر لا بد من تطبيقها والتمشي بموجبها وهي : عدم الالتفات لصغائر الأمور والاشتغال بها بل تركها تمر وتسير كما هي ، لا تغضب من أمور لا تستحق الغضب ، ولا تقبل أن تُستَفز بسهولة ، واعلم أن عبارة (خلك رجال .. خلك كفو  .. خذ حقك لاتتركه .. لاتترك الرجال ) كل هذه العبارات لاقيمة لها أمام حياتك ومستقبلك وأهلك .. 
وإن الغضب من أمر تافه في الشارع مثلاً ، والوقوف لأخذ الحق والشجار حتى يقول الناس عنك ( كفو .. رجال ) هذه ليست بمعنى لمصطلح الرجولة .. 
وأنت في الحقيقة سهل الاستفزاز ، وهذا الأمر سيجر عليك بعواقب وخيمة لا تعد ولاتحصى ولا قبل لك بها ، وستُدخِل من معك ومن حولك في دوامة التنازل والبحث عن مخرج ، سواء كان الشجار نتج عنه إصابات أو لا قدر الله وفيَّات كما  نرى ذلك كثيرًا في الآونة الأخيرة للأسف ..

أنت هنا ستذل من حولك وقبيلتك وأهلك حتى يحصلوا على التنازل عنك ، وهذا رأيناه واقعًا ملموسًا ، فهل هذه من المرجلة ؟ وهل هذا الفعل هو فعل صواب؟ ما يضيرك إذا تقدم أحد عليك في الشارع أو حاول استفزازك ؟ دعه يمضي وكما قال والدي رحمه الله : لا تلتفت لمن يحاول استفزازك وانتبه ، وضع في بالك أنك العاقل الوحيد الذي يسير في الطريق .

الرجولة والشهامة هي أن تستطيع السيطرة على أعصابك، فاحفظ كرامتك وقيمتك بين الناس من خلال تجاهلك لصغار العقول وتوافه الأمور ، فليست المرجلة أن تعتدي على أي شخص ناهيك عن محاولة إنهاء حياته لأي سببٍ كان ، وإذا أخطأ عليك أحدٌ ما ، فهناك جهات حكومية تأخذ حقك من خلالهم ، بالإضافة أننا نحن في مملكة النظام الذي يسودها ويُطَبَق على الكبير قبل الصغير ولله الحمد ، فكن عاقلاً وحكِّم عقلك ، وابتعد عن كل ما يسبِّب لك الأذى ويصيب أهلك بالحسرة ، وكن عاقلاً فأنت حينها تجاوزت الـ ( كفو ) لتكون شهمًا ورجلاً لا يُستفَز بسهولةٍ ولا يترك صغار الأمور تؤثر عليه .