ما تخفيه الجوراح تظهره الملامح ..

٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠
الإنسان دائمًا ماتمر به مواقف شتَّى ولا يستطيع إظهارها للآخرين غير أن تلك المواقف تظهر جليّة من خلال ملامح وجهه التي تعبّر عمّا بداخله سواءً كانت بالمرح أو العكس …
يقابل الإنسان أحد أصدقائه أو أقربائه وهو بوجه ذي ملامح متغيرة فيبادره مباشرة بعد التحية "سلامات عسى ما شر" ، فيرد ببرود : ما فيه شيء .. لا فيه شيء .. ملامح
وجهك تقول ذلك …
ملامح الوجه مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالجوارح وكل ما تخفيه الجوارح تظهره الملامح حتى في رؤيا المنام ملامح الوجه تظهر ما أحدثته الرؤيا من تأثير على الجوارح …
لا تثق بمقولة سِرَّك في بئر ، فالبئر الكثير من الأشخاص يسحبون منه الماء بالدلاء وقد يسحب أحدهم بدلوه ذلك السِّر الذي وضعته في ذلك البئر فيظهر للعلن من خلال ذلك الدلو الذي سحب به الماء وسحب به سِرَّك معه …
ما تخفيه الجوارح من آلام يكون للجسد منه نصيب من الإرهاق والتعب غير أن تعابير الوجه تستحوذ على المكانة الأكبر وتستجدي العطف من قبل الآخرين لأنها مرآة الوجه الذي يعكس حقيقة مخفيّة لا يرغب البوح بها …
ملامح الوجه البشوش دائمًا لا تعني أنه لا يخفي آلامًا عميقة داخل جوارحه ؛ بل يحاول مداراة تلك الآلام وتغليفها بغلاف البشاشة حتى لا يستجدي عطف الآخرين ويكون سخرية لمن لا يعيرونه أي اهتمام…
الملامح والجوارح هما وجهان لعملةٍ واحدة داخل الجسد وخارجه .. يتقاسمان معه مراحل الحياة بكل تفاصيلها فلا جسد بدون جوارح .. ولا ملامح بدون جسد …