"الوَسَامة العقلية".. حضورٌ طاغٍ و فِكرٌ راقٍ

بقلم🖋️نهاد فاروق قدسي
"الوَسَامة العقلية" مصطلحٌ أخَّاذ استوقفني للحظات .. استحوذ على انتباهي .. تأملتهُ مبتسمةً منبهرة .. لأنه من المألوفِ لدينا أن ترتبط كلمة الوَسَامة عادةً بجمال الشخص الخارجي فنقول : فلانٌ وسيم ..أي جميل ويمتلك ملامحًا جذابة ، ولكن حينما ترتبط الوَسَامة بالعقل ، هُنا نُفكر مليًا ونَتمعَّن جليًا في هذا المفهوم فائق الجمال ومايحويه من قدرٍ من الأناقة المذهلة وأيُّ أناقةٍ هذه ؟! إنها أناقةٌ من نوعٍ مختلف تأسر النفوس بسموِّها ورقيِّها ..!!
فأصحاب "الوَسَامة العقلية" دائمًا مايحظوْن بكثيرٍ من الإعجاب والانجذاب من قِبَل الآخرين .. ذوو حضورٍ طاغٍ وفكرٍ راقٍ .. فَـ هم من أيقونات الجمال الخاص ألا وهو جمال الاعتلاء الفكري الأنيق ؛ وذلك بما يملكونه من ثقةٍ عاليةٍ ومبادئٍ سامية .. مفرداتهم متفرِّدة وأطروحاتهم متميزة .. شخصيات ٌ ذوات كاريزما استثنائية .. هادئة الطباع .. عميقة الفكر .. منطقية التفكير .. متجددَّة الطريقة دومًا وأبدًا..
شخصياتٌ آسرة إنْ تحدثتْ أمتعتْ ، وإنْ صمتتْ أَلهمتْ .. أكثرُ تأثيرًا وأعمقُ أثرًا .. شخصياتٌ قائدة .. عقلياتها راجحة .. تَوَجُهاتها رائدة .. متواضعون نبيلون .. مُستمِعُون جيِّدون .. مُقنِعون ماهرون .. خافضون أجنحتهم وباللطف والرفق يتعاملون .. صدورهم رحبة .. آفاقهم متَّسِعة ..
نشعر بالمتعةِ حقًا مع أمثال هؤلاء " أصحاب الوَسَامة العقلية " .. فهم تغذيةٌ عقلية .. تبصرةٌ روحية .. نحلِّق بصحبتهم في سماء الإبداع والتألُّق .. نحوِّل العقبات إلى سبيلٌ للتفرُّد وفرصةٌ للنجاح .. نعتاد معهم بأن لانقبل بأي خيار تفرضه الحياة .. وأن لا ندع الأيام تتساوى لدينا فلا الأمس كاليوم ، ولا اليوم كالغد .. سنتبنى خططًا جادَّة .. وسنحقق أهدافنا الطموحة .. و سنبلغ بغاياتنا عنان السماء .. ولا نرضى سوى أن تتحقق واقعًا ملموسًا وإنجازًا عظيمًا .. مُؤمنين بقدراتنا .. مُقدِّرين ذواتنا ..
لِـذا نحتاج حقًا إلى أن نرتقي باختياراتنا لرفقائنا وأصدقائنا .. ننتقي مَنْ تَسمو بهم عقولنا .. تتفتَّح بخبراتهم بصيرتنا .. وتتوسَّع بثقافتهم مَداركنا .. حياتنا تكون أكثر ثراءً بدروس تجاربهم .. فَـ لنغتنم الفرصة ونُحْسِن اختيار الصحبة .. وليس هناك أجمل من صحبة العقلاء .. هذا و لاسيما إلى الوَسِيمين عقلاً والأنيقين فكرًا ..