|

على قدر صفاء النوايا تكون العطايا ..

الكاتب : الحدث 2023-11-25 09:57:34

 

بقلم🖋️نهاد فاروق قدسي 

"اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا فَتْحاً مُبِيناً" ..

"لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" ..

"رَبنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحَق" ..

"وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا" ..

كثيرةٌ هي الآيات القرآنية التي نمرُّ بها وتحوي لفظ "الفتح" بين سطورها .. ولقد ورد في القرآن الكريم ذكره في (٣٨) موضعًا ..

وكثيرةٌ هي الفتوح التي يمنحها الله لبعض عباده ، فهي من المزايا الربَّانية والعطايا الإلهية التي تتجلَّى في كثيرٍ من الصور .. منها ماهو فتح المغاليق ، ومنها ماهو فتوح العلم والمعرفة ، وكذلك فتح التمكين والنصر المبين ، وفتح القلوب لقبول الحق ، وفتح البصائر لاتباع الحق ، وفتح الخزائن لجلب الرزق ، وفتح أبواب السماء لنزول الرحمات وإجابة الدعوات ، هذا لاسيما لسورة الفتح ويوم الفتحإلخ

وإنَّ من أكثر وأهم المقومات التي تجلب تلك الفتوح الإلهية .. ويجعلها تدرُّ بخيراتها على الانسان فهي التي تتمثل في سلامة السريرة .. وصفاء النية .. ونقاء الطويَّة .. ومن هذا المنطلق ازددتُ يقينًا بمقولة "إنما المرء بقلبه" وبما يخفيه في صدره من صدقٍ وحسن ظنٍ وأخلاقٍ رفيعة وكرمٍ وجودٍ وثباتٍ على الحق وتمنٍ الخير للغير  .. وليس بحلاوة لسانه وسحر بيانه فكم من كلمات لطاف حسان تدسُّ بين أحرفها سمّ الثعبان .. وليس بما لديه من سياراتٍ فارهة وقصورٍ فاخرة .. أو بما حصل عليه من شهاداتٍ وامتيازات .. أو بما حققه من إنجازاتٍ وإبداعات .. أو بما يرتديه من الماركات وآخر الصيحات .. كلُّ ذلك حاصل جمعه (صفر) في حساب الموازين والمقادير يوم القيامة إنْ لم يكنْ صاحبها سليم الصدر .. و نقي القلب .. تَطابقتْ سريرته مع علانيته صفاءً وبياضًا وطهرًا  .. صَدَقَ مع الله فصدقه الله .. ذو معدنٍ نفيس .. غير مُلوَّث بالنفاق وسوء الظن والأخلاق .. نيته صافية كصفاء الماء العذب الزلال .. لايتصَّنع ولايبطن جانبًا بالتحايل ، ويظهر آخرًا بالطرق الملتوية ..

فَـ لِنحرصْ جميعًا على تفقُّد جوهرنا أولاً بأول وإصلاح مقاصدنا والارتقاء بغاياتنا وأهدفنا بل السمو بها نحو المعالي ، ولِنحصِّنْ قلوبنا من شوائب السواد والشر .. ولِننقِ سريرتنا لترتقي نفوسنا ، ونتبنى ثقافة التجاهل والتغافل .. و لِنتمسكْ بأصحاب النوايا الصافية ، فهم عملة نادرة في هذا العالم المليء بالتمويه والتزوير  .. وإن قابلتَ في مسيرة حياتك أناسًا مزيفين ، فجميلٌ منك أن تتعامل معهم بالتغاضي والمسامحة لا بالتصادم والمقايضة، وهذا ديدن الأسوياء الأنقياء .. الذين لنْ يضيعهم الله أبدًا ؛ بل سيرزقهم من الخيرات والبركات مالم يحسبوا له حسابًا من نجاحٍ وتميزٍ وتمكينٍ وتسخيرٍ وتيسيرٍ وتسهيلٍ وتجاوزٍ للعقبات وتخطٍ للصعوبات .. فالإنسان يبلغ بنيته مالا يبلغ بعمله .. وعلى قدر صفاء النوايا تكون العطايا ..