|

قد أصخب الأذان قرعي ..!

الكاتب : الحدث 2023-11-25 08:11:58


بقلم🖊️المستشار والكاتب عضو الجمعية السعودية للإدارة / محمد بن سعيد آل درمة

‏بدايةً أقولها وبكل فخر واعتزاز إن كان من يمتدح بلاده ويدافع عن وطنه وولاة أمره وشعبه مطبلًا، فأنا مطبل بل ورئيس فرقة الطبالين الوطنية، وإن كنت أحب وطني فلا ضير عليّ أن أكون وطنجيًا مادحًا بلا هوادة، أسعى لتعزيز كل ما يمثل وطني وقيم مجتمعي، أما أولئك الخوارج فستذرهم الرياح وستنساهم الأجيال، هكذا يقول التاريخ وسيكتب ..
أما من يتطاول على بلادنا السعودية فهم أقل مكانة وأدنى قدرًا من أن ألتفت إليهم وأخاطبهم، فليموتوا بغيظهم ..
رسالتي لولي العهد‬ الأمير محمد بن سلمان مباشرةً: "خططت لتحول وطني، فرأوه واقعًا، ووعدت برؤية طموحة فوقف المواطن معك وصدقك كما لم يصدق أحدًا من قبلك، حسنت معيشة المواطن ورفعت من قيمته وكرامته داخل وخارج وطنه فزاد ولاء الجميع وحبهم لك، صنعت مكانة مرموقة للمملكة‬ اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا وحفظت أمنها واستقرارها وحدودها فزاد غيض الأعداء وتوجسهم منك، فسر وامض لعنان السماء، فلأنك حازم قوي وعاشق لوطنك وشعبك يقف معك، فإن الأعداء يخافونك ويكيدون لك ولبلدك" ..
‏اعلموا أن تجني وهجوم كثير من أتباع جماعة الإخوان المتأسلمة والأمصار المستعربة على المملكة حكومةً وشعبًا، أن كل ذلك بسبب ما أنعم الله به علينا في المملكة‬⁩ من نعم ظاهرة وباطنة كثيرة وعديدة لا تعد ولا تحصى، ولو حاولنا عد وإحصاء هذه النعم لعجزنا، فنعمة الإسلام والإيمان أولها، ونعمة الأمن والأمان من أهمها، وحبنا والتفافنا حول وخلف ولاة أمرنا وحكامنا واجب لا تهاون فيه، اللهم اجعلنا من الآمنين المطمئنين، قال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفورٌ رحيم"..
‏فالمملكة هي ذلك العملاق السعودي القائد الذي أصبح قوةً ناعمة لا يمكن لدولة إسلامية ولا عربية ولا حتى لكثير من الدول الأوروبية والأمريكية مضاهاتها ومنافستها، بلاد تتقدم وتتطور بسرعات فائقة جدًا وفق رؤية طموحة لن تقف عند عام ٢٠٣٠ وسيتبعها ٢٠٤٠ بحول الله كما ذكر ذلك رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسدده.
لن تتسع المقالة هنا لسرد جميع مؤشرات ووقائع المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السعودية العظمى، ولكن سأذكر القليل من الذاكرة على سبيل المثال لا الحصر : 
‏- يعقد في المملكة قمم عالمية وإسلامية وعربية في عدة مجالات سياسية واقتصادية وعلمية وتقنية وخلافها..
- طلب المملكة لاستضافة معرض إكسبو ٢٠٣٠، وسيعلن يوم الثلاثاء القادم عن الدولة المستضيفة..
- استضافة وتنظيم عدد من البطولات الرياضية العالمية منها: كأس العالم لقفز الحواجز ٢٠٢٤، دورة الألعاب الآسيوية للصالات ٢٠٢٠،  كأس التحدي الأسيوي ٢٠٢٦، كأس أمم أسيا ٢٠٢٧، الألعاب الأولمبية الشتوية ٢٠٢٩، كأس العالم‬⁩ ٢٠٣٤، الألعاب الآسيوية ٢٠٣٤ وغيرها من البطولات..
- سجلت السعودية حتى اليوم ٨٨٤٧ موقع أثري في سجل الآثار الوطني، فالسعودية بلاد تاريخ وحضارة ومستقبل..
- ‏مفاوضات متقدمة جارية اليوم لتنفيذ قطار الرياض‬⁩- جدة‬⁩ وذلك بطول ٩٥٠ كم وسيتم بدء الأعمال من طرف الشركات العالمية بعد إنتهاء المفاوضات، ليكتمل ربط معظم مناطق المملكة‬⁩ ببعضها البعض بالسكك الحديدية وبدول الخليج العربي‬⁩، ومشروع الجسر الأرضي يُعد من ضمن رؤية ٢٠٣٠‬⁩ لربط مدن السعودية‬⁩ لتكون مركزًا لوجستيًا.
- اكتشفت أرامكو السعودية مؤخرًا عددًا من حقول الغاز الطبيعي في الربع الخالي والمنطقة الشرقية، وستحقق المملكة مزيدًا من فائض الإنتاج في النفط حين تتحول لتوليد الكهرباء بالغاز بدلًا من النفط..
- يستهدف صندوق الاستثمارات العامة الوصول في القيمة السوقية للأصول التي تحت إدارته إلى ١٠ ترليون ريال عام ٢٠٣٠ بعد أن كانت القيمة السوقية للأصول التي يديرها ٥٧٠ مليار ريال نهاية ٢٠١٥، وفي نهاية العام ٢٠٢٢ احتل المركز ٦ عالميًا، ويمتلك ٧١ شركة وفرت ٥٠٠ ألف وظيفة، كما بلغت القيمة السوقية لأصول الصندوق نهاية ٢٠٢٢ ترليون ريال.
- ‏وقع البنك المركزي‬⁩ السعودي قبل أيام ونظيره الصيني اتفاقية لتبادل العملات لمدة ٣ سنوات بقيمة تصل إلى ٥٠ مليار يوان صيني وذلك ما يعادل ٢٦,٢٥٠,٠٠٠,٠٠٠ مليار ريال، كما بلغ حجم التجارة بين السعودية‬⁩ والصين‬⁩ عام ٢٠٢٢،  ١٠٦ مليار دولار، ما يعني أن التعامل بين البلدين سيكون بالريال واليوان بالإضافة للدولار.
- السعودية اليوم ‏كما نشرت وكالة فرانس برس: تشهد موجة "قص الشريط" لشركات متعددة الجنسية، لفتح مقرات إقليمية لها في المملكة‬⁩، وحسب وزارة الاستثمار‬⁩ فقد مُنح ١٦٢ ترخيصًا لشركات عالمية لتقيم مقراتها الإقليمية في الرياض‬⁩، في قطاعات الأدوية وتكنولوجيا المعلومات والبناء، وهنالك الكثير من التراخيص قيد المعالجة..
وفي الختام أتذكر جملة تاريخية قالها ولي العهد في لقاء تلفزيوني لا يمكن للمواطن السعودي أن ينساها إطلاقًا وسيظل يذكرها ويفخر بها وهي: "إن أعظم شيءٍ تملكه السعودية‬⁩ للنجاح هو المواطن السعودي"، وختامًا أقول ما قاله سبحانه وتعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: "رب اجعل هذا بلدًا أمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر".