مواطن استغلالي وحكومة سخيّة!!

نايف العجلاني
من أمن العقوبة أساء الأدب، جملة تنطبق على كل مواطن يستغل حِلم حكومتنا وسخاءها فقد حصل لي موقف بالأمس شُعرت خلالها بالأسف والقهر كمواطن يحلم أن يكون شعبه مثاليًا والحمدلله حكومتنا مثالية ونُحسد عليها وأما الشعب البعض منهم وهم قليلون يجعلونك تشعر بالأسف من حالهم وتصرفاتهم التي تأثر على بقية أطياف المجتمع.
بالأمس ذهبت كي أخرج إبنة أخي من أحد المستشفيات الحكومية بعد أن أجرت عملية تكللت ولله الحمد بالنجاح ولا أخفيكم فقد إعتدت على المستشفيات الخاصة وخدماتها حيث أني أعمل في شركة خاصة منذ أكثر من ستة عشر عامًا وقد إعتدت على مستوى عالي من جودة الخدمة المقدمة.
عندما وصلت للمستشفى أردت حينها أن اقف بموقف بجانب البوابة كون إبنة اخي لديها عملية ويصعب عليها المشي لمسافات طويلة ولكن ابلغني حارس الأمن أن المواقف للموظفين فقط ولا يُسمح لي أن اقف بها مهما كانت الحالة لديّ ،امتثلت للأوامر كونها انظمة تسري على الجميع دون استثناء وقمت بركن سيارتي وذهبت مشيًا لمسافة خمس دقائق إلى أن وصلت إلى جناح التنويم الذي ترقد به ابنة اخي.
وعندما اتممنا اجراءات الخروج طلبت كرسي متحرك لأن حالة ابنة أخي الصحية لا تسمح لها بالسير لمسافة قصيرة فما بالك عزيزي القارئ عندما لا يُسمح لك بالوقوف أمام بوابة المستشفى، عندها أخبرتني الممرضة أنه لا يوجد كراسي متحركة وهُنا جُن جنوني ليس بسبب عدم توفر كرسي متحرك بل لأن هذا يعاكس رؤية سيدي الأمير محمد بن سلمان الذي يحرص على أن تقدم الخدمات للمواطن بجودة عالية ورفع جودة الحياة للمواطنين في المرافق الخدمية وعندما قلت لهم أن هذا شيء ليس مقبول ومخالف لتوجه قيادتنا وأنه يجب أن ألتقي بمسؤول القسم عندها حضر إلي المسؤول وقد أخبرته أنه ليس من المعقول عدم توفر كراسي متحركة في جناح تنويم خاص بالجراحة وأنني سوف أصعد الموضوع خصوصًا أنني على علاقة بأحد الاشخاص المهمين بوزارة الصحة ، عندها أخبرني بوجود الكراسي وعن معاناتهم وفصل آخر من الأسى والقهر.
أخبرني أنهم يعانون من أن بعض المرضى يأخذ الكرسي المتحرك ولا يعيده أو البعض بكل جرأة مقززة يقوم بأخذه معه للمنزل على مرأى من رجل الأمن الصحي الذي سلطته لا تسمح له بإيقافه مما جعلني أتواصل مع صديقي المسؤول بوزارة الصحة وأخبرته بالموقف فقال هذه معاناة حيث أن رجل الأمن الصحي لا يستطيع منع المواطن من أخذ الكرسي المتحرك لأنه ملك للدولة وهنا الجهة المسؤولة عن حادثة السرقة هذه هي وزارة الداخلية فضاع الكرسي المتحرك بين وزارتين ماجعل المواطن الاستغلالي يستغل هذه الثغرة ويأخذ الكرسي المتحرك مما جعلني أفكر وحتى هذه اللحظة ماهي الحلول الممكنة وماذنب المواطنين الضُعفاء الذين يعانون حتى يصلون إلى سياراتهم بصعوبة وربما تتأثر جراحتهم لماذا لايكون هناك رادع لهؤلاء المواطنين الذين يستغلون حِلم حكومتنا ويأثرون على غيرهم.
صُدمت مما سمعت وكنت أعتقد أننا قد تجاوزنا هذه السفاسف من الأمور خاصةً وأننا كدولة نتقدم بسرعة عالية في جميع المجالات متى أرى شعب وطني واعي يستحق أن يكون مواطنًا في دولة مرموقة مثل دولتنا.
مواطن شريف