العلاقات العامة .. بين البريستيج والجمهور الداخلي

بدون شك أن وظيفة العلاقات العامة من الوظائف المرموقه والتي يطمح الكثير العمل فيها حيث أنها من منظورهم وظيفة ذات بريستيج عال .
وكمختص في العلاقات العامة اكاديميا بمؤهل جامعي في العلاقات العامة وممارس للمهنة وخبير فيها لسنوات تتعدى ٣٠ عامًا ومازلت فإني أذهب لهذا الرأي في أن الكثير ينظرون لهذه المهنة على أنها من المهن الراقية والمميزة وذات البريستيج الخاص .
عندما نعرف الهدف الرئيسي لمهنة العلاقات العامة فهي بإجماع كل خبراء وأستاذه العلاقات العامة : ( مجهود إداري مخطط له بشكل مهني واحترافي من قبل رجال العلاقات العامة للتعامل مع الجمهور الداخلي والخارجي بهدف واحد وهو خلق سمعة طيبة عن المنشأة أو القطاع الذي توجد فيه ) .
وعودة لبداية المقال وبريستيج العلاقات العامة فإنه للأسف أصبح واقع العلاقات العامة في كثير من الجهات هو البحث عن هذا البريستيج والتميز الشخصي للمسؤول في العلاقات العامة على حساب مصلحة العمل ومجهود فريق عمل العلاقات العامة .
مادعاني لكتابة هذا المقال حديثي مع مجموعة في اِحدى القطاعات يتذمرون من عدم الاهتمام بهم من قبل الجهة التي يعملون فيها حيث يفتقدون لما يتمتع به الموظفون الآخرون في القطاعات الأخرى حتى أنهم لايتلقون رسالة تهنئة بالمناسبات مثل الأعياد ورمضان بينما غيرها يتمتعون بحوافز ومميزات مختلفة مثل اجتماعات ومناسبات ودية وتكريم الموظفين وإقامة أيام ترفيهية للموظفين وعائلاتهم وغير ذلك .
مارست عمل العلاقات العامة لسنوات ووجدت أن كثير ممن يعمل في هذا الحقل خاصة مسؤولي العلاقات العامة لايهمه سوى البروز والظهور الشخصي وهو يحصل عليه من خلال علاقاته كمسؤول في جهة معينة حيث يجد هناك من يتودد له من مسؤولين في قطاعات أخرى والمصلحة متبادلة .
فعلى سبيل المثال مدراء علاقات عامة في قطاعات تجمعهم مصالح واجتماعات وخدمات متبادلة أصبحت هي كل همهم وأن بحثت عن مهامهم الحقيقية في إداراتهم كرجال علاقات عامة لاتجدها فاهتمامهم بجمهورهم الداخلي معدوم على حساب إهتمامهم ببناء علاقاتهم ومصالحهم إضافة إلى استمرارهم في عملهم الذي يركزون عليه بشكل كبير ومستمر وهو إبراز قياداتهم في الإدارة العليا من خلال الإعلام وحضور المناسبات المختلفه .
وبرغم أني قد أكدت في مقالات ونقاشات وندوات سابقة شاركت فيها أنه ليس من المهم أن يكون مدير أو رجل العلاقات العامة مؤهل أكاديميًا بتخصص علاقات عامه خاصة وأن هناك تجارب أثبتت نجاح غير المتخصصين في العلاقات في النجاح في هذه المهمة وبتميز ولكن للأسف هناك آخرون فشلوا واساءوا للمهنة من خلال العمل الغير مهني والدخيل على العلاقات العامة .
مسألة الاستقبال والتوديع للعلاقات العامة أمر مفروغ منه ومن صميم عمل رجل العلاقات العامة وكذلك تنظيم وترتيب اللقاءات والزيارات للمسؤولين ولكن هذه أساسيات في هذه المهنة وهناك غير ذلك أكبر وأشمل من خلال التعامل مع الجمهور الداخلي وإشعارهم بالأهمية وأنهم من يبنون ويخدمون أي قطاع لسنوات وإن شعروا بالاهتمام كانت الإنتاجية والإخلاص والولاء أكبر .
وبدون شك هناك مهام أخرى للعلاقات العامة منها الاعلامية والاجتماعية والمراسم والبرتوكول والضيافة والانتاج الفني وغيرها ولكن لأن الجمهور الداخلي هو من يصنع كل هذه النجاحات ركزت عليه حيث للاسف يهمل من قبل إدارات وقطاعات مختلفة في الوقت الذي يركز دخلاء المهنة على بناء علاقاتهم وتحقيق مصالحهم الشخصية فيما بينهم .
عبدالله آل غصنه