بقلم 🖋️ نهاد فاروق قدسي

دافئةٌ جدًا كلمة "الماضي" ..

وليس هناك احساس دافئ من أن أتذكر أيامًا لازالت تفاصيلها محفورة في ذاكرتي .. ولازال بريقها ورونقها عالقًا في ذهني .. زمنٌ قد يأتي غيره لكن لن يأتي مثله أبدًا .. رائحة  "الماضي" .. بساطته .. نقائه .. أوراقه .. أرواحه .. عفويته .. صمت المكان يُعيد الصدى .. رائحة الغربة تجوب المدى .. أهربُ دومًا من ضجيج الحاضر إلى سكون الماضي حيث أصدقاء الزمن الجميل .. وأصداء المكان والزمان .. دفاترٌ ملْأَى برسم الطفولة .. مقاعدٌ ظمْأَى لأحاديثٍ وضحكات .. حياةٌ تضجُّ بدفء العائلة وشقاوة الإخوة .. ذكرياتٌ وذكريات تقف أمامنا بعيون دامعة.. تتشبثُّ بأطراف ثيابنا .. تأبى أن تغادر الطرقات.. يالها من تفاصيلٍ لايمكن أن تطالها يد النسيان .. وستظل قصصًا يداعبها الحنين .. لِـأجمل أيامٍ مضتْ .. وأشهرٍ وسنين ..

تأسرني أيامي البريئة .. أحلامي الصغيرة .. مشاعري الغضَّة .. أقدِّس كل ذكرياتي الجميلة .. أعشق الأمس ولديَّ رغبة في أن أسافر إليه لزيارة "تفاصيلي القديمة" .. واستعادة "النسخة العتيقة" من نفسي .. ثمّة شيء يجعل الحياة أجمل .. شيء يشبه الورد .. يشبه الحب .. يشبه الموسيقى .. يشبه الحلوى .. يشبه المطر .. حياةٌ ممتلئة غير مألوفةٍ بذاتها .. غيمتها ناعمة .. لمستها حانية .. منسوجةٌ أيامها من رقة الفجر ونور الصباح ..

أيامٌ مضتْ .. وذكرياتٌ خلتْ .. ولازلتُ أبكي سرًا وأضحكُ علنًا..  حنينًا وشوقًا .. حبًا وتوقًا .. وسأظلُّ وفيَّة لكل ماعشته بِـ"الماضي" .. ولن أسمحَ لذكرياتيالجميلة أن تموت بين طيَّات النسيان .. وستظلْ تنبض بروحي ماحييتُ أبدًا !