|

النعيرية .. حكاية مخيم ربيعي ..

الكاتب : الحدث 2024-01-06 01:59:46


بقلم🖊️  عبدالله آل غصنة

منذ سنوات كانت هناك هجرة صغيرة بسطية الإمكانيات ذات خدمات محدودة  بموقع صحراوي شاسع يتميز بوجوده على طريق دولي ويسكنه خليط من القبائل ذات الطابع البدوي وثقافة الترحيب والكرم .. هذه الهجرة على مر السنين كان لها كما لغيرها فترات تغيير وتطور بما يتماشى مع التطور الديموغرافي والزمني والتخطيط البلدي .. مانتحدث عنها اليوم (محافظة النعيرية) التي لم تكن تعرف سواء أنها هجرة برية صغيرة تمتلك مقومات التخييم حيث كانت تجمع لرحلات التنزه والتخييم لسكان المنطقة الشرقية وعدد من دول الخليج .. "شتاء النعيرية" حكاية عشق جميلة لمحبي التخييم والنزهات حتى أن فصل الشتاء كان ينتظره الكثير بفارغ الصبر حيث يقيمون مخيماتهم طوال عطلة الربيع ، كما أن الكثير يتركون مخيماتهم حتى بعد نهاية العطلة لبقية الشتاء ويتواجدون فيها بالعطل الأسبوعية ..
ومع مرور الوقت اشتهرت النعيرية بميزة المخيمات وكثرة الإقبال عليها طرأت فكرة أن يكون هناك فعالية تناسب مقومات المحافظه فجاءت فكرة (مخيم النعيرية الربيعي) قبل نحو (٢١) عاما .. حكاية ربيع وشتاء النعيرية من خلال هذه الفكرة تطورت مع مرور السنين حيث تحولت فكرة المخيم الربيعي البدائي والبسيط إلى مسمى مهرجان كأشهر المهرجانات والفعاليات الترفيهية والسياحية بالمملكه والخليج .. ولقد أصبح مهرجان النعيرية الربيعي تظاهرة سياحية معروفه وينتظرها الجميع بالمنطقة وكذلك دول الخليج حيث ساهمت الأفكار التطويرية للفعاليات المصاحبة في نجاحه بشكل ملفت .. ومايدل على تميز ونجاح المهرجان حصوله على الجائزة الأولى في السياحة الشتوية في ذلك الوقت حيث أنها نجحت في تفعيل الخدمات المحدودة فيها إلى فعالية سياحية ناجحة .. وحيث انطلق مهرجان هذا العام (مهرجان النعيرية) وكما هو المعتاد والمتوقع حقق أرقام كبيرة في عدد الزيارات في الافتتاح لتستمر قصة شغف حب شتاء النعيرية والتخييم فيها ولكن بمفاهيم وعوامل ومقومات أكثر تطورًا ومن أبرزها أنها جمعت هذه التظاهرة السعوديين والخليجين تحت خيمك ربيعية عنوانها "عشق الصحراء وشتاءها".. وفي الوقت الذي أصبح مهرجان النعيرية علامه وواقع ملموس من ضمن الفعاليات الترفيهية بالمملكه فإن من العدل والإنصاف الإشادة بمن كان لهم دور في وصول هذا المهرجان إلى ماهو عليه اليوم منذ فكرته كمخيم إلى ماوصل إليه من كونه مهرجان معروف وفي مقدمتهم أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف آل سعود  وقبله الأمير محمد بن فهد آل سعود الذي كانا من ضمن الأشخاص الحريصين على دعم المهرجان وتطوير فعالياته في كل موسم وكذلك محافظي النعيرية السابقين والحالي وكذلك رؤساء البلديات السابقين والحالي والقطاعات ذات العلاقة ممن ساهموا في العمل .. ومما يجدر ذكره أن فكرة المخيم الربيعي الصغير مع مرور الزمن قد ساهمت في تغيير واقع النعيرية كهجرة صغيرة بخدمات بدائيه إلى محافظة معروفة يزورها الكثيرون وهو ماساعد على تطورها من خلال حاجتها إلى خدمات واحتياجات المتنزهين والتي من خلال انتعشت الحركة التجارية من عقارات وفنادق وشقق سكنية ومحلات تجارية ومحطات بنزين وأسواق وغيرها ومن ضمن ذلك سوق النعيرية الشعبي الذي يعد من أهم وأشهر الأسواق بالمنطقة الشرقية ..
وختامًا .. هذه قصة كفاح لهجرة صغيرة تحولت بكفاح ورؤية وإصرار للمسؤولين فيها إلى محافظة معروفة حصلت على جائزة المحافظة الأولى بالمملكة في السياحة الشتوية، وحصل مهرجان مخيم الربيع لخدمة المتنزهين بالنعيرية على أفضل منشأة داعمة للسياحة الشتوية بالمملكة حيث  أصبحت النعيرية محافظةً رائدة في السياحة على مستوى المملكة .. وكما يعتقد الكثير من رواد مهرجان النعيرية أن حلمها لم تنتهي قصته بعد فما زالوا يتوقعون أن يكون هناك المزيد من التطور في الأفكار والفعاليات ويقول البعض نقترح أن يكون هناك مواقع ورحلات سفاري شتوية حيث تكون وجهه مناسبة للسياح الأجانب الذين يبحثون عن مثل هذه الفعاليات .. كما يطالب البعض بأن يكون هناك تعاون وعقد اتفاقيات مع مكاتب السياحة والمرشدين السياحيين لجعل مهرجان النعيرية من ضمن برامجهم السياحية .