بقلم ـ أمل عمر 
-----------------------

إن الانضباط الزمني من مقومات الحياة المُتّزنة الهانئة و هي من أكثر الإجراءات صعوبة على الفرد بالتنفيذ فـ طبيعة النفس البشرية لا يمكن تعميمها بشكل مطلق ، ولكن مايغلب عليها أنها ترفض القيود و تقاوم الالتزام وتحاول قدر المستطاع تجنّبه ..
إن قدرة الفرد على الانضباط تتطلب مهارة عالية في تحقيق التوازن بين المهام المُختلفة و إنجازها في الوقت المحدد ، فهي أمر مهم لجانب الحياة الشخصية و العملية ، حيث أنها تُسهم في تقليل التوتر و تحقيق الأهداف و زيادة الإنتاجية .. ولا يمكن لهذا الانضباط أن يحدث دون مُمارسة بشكل دائم و مستمر . بدايةً من الدواخل النفسية، فتنظيم السلوك و التصرفات و التحكم بالعواطف ومعرفة الأوقات المناسبة لـ ابدائها و السيطرة على الرغبات الفورية و القرارات يجب أن تكون بناءً على القيم و الأهداف المحددة ..
جميعنا يستطيع تنظيم جداول مثالية لـ إدارة يومه لكن القليل فقط سيلتزم ، والكثير سَيُولِيه الاهتمام ببدايته ثم يتجاهله وكأنه لم يُكتب، وذلك لعدم وجود الرغبة الحقيقية في الانضباط وتحقيق الإنجازات. 
ولكن مازال  على الشخص أن يقوم بتحديد الأهداف الشخصية والمهنية وتحديد الأولويات و ترتيب المهام والمسؤوليات وفقًا لأهميتها و وضع مخطط زمني لإكمالها حتى يُحقق الرضى الداخلي .. كما أن جدولة الوقت وتخصيص فترات زمنية محددة لكل مهمة يُسهم بشكل كبير في زيادة الانتاجية .. قد يظن البعض  أن تأجيله المُتكرر وتسويفه يمنحه فترات أطول من الراحة ، وفي الحقيقة ماهي إلا طريقة بائسة لتكدّيس المهام التي حتمًا سينبغي عليه إتمامها في وقت ضيّق .. هناك العديد من التقنيات المفيدة لإدارة الوقت وزيادة الانضباط  ، مثل تقنية "بومودورو" (Pomodoro) التي تتضمن العمل لفترات زمنية محددة ثم أخذ فترات راحة قصيرة،
تعتمد فكرة تقنية "بومودورو" على تقسيم الوقت إلى فترات قصيرة تسمى "الدورات"، وتستغرق عادة 25 دقيقة، تليها فترة راحة قصيرة تستغرق عادة 5 دقائق .. يتم تكرار هذه الدورات وفترات الراحة بشكل متكرر، وبعد عدد معين من الدورات الكاملة، يتم منح فترة راحة أطول تستغرق عادة 15-30 دقيقة ..
ولهذا يجب تعيين هدف محدد لكل دورة قصيرة، ويتم العمل بتركيز تام على تحقيق هذا الهدف خلال الفترة المحددة. بعد انتهاء الدورة، يتم أخذ فترة راحة قصيرة للاسترخاء واستعادة الطاقة قبل البدء في الدورة التالية ..
و يمكنك تطبيق تقنية بومودورو بطرق مختلفة وفقًا لاحتياجاتك الشخصية و مكامن ضعف انضباطك وكما يمكنك تعديل مدة الدورات وفترات الراحة وفقًا لتفضيلاتك ومستوى تحملك.
 ولكن  يجب أن تُدرك أن هذه المهارة تحتاج إلى تمرين وتطبيق مستمر. قد تستغرق بعض الوقت لتطويرها ، لذا يجب أن تكون مرنًا وصبورًا مع نفسك في هذا الجانب .