بقلم ـ حافظة الجوف 
-----------------------

العزلة يمكن أن تكون تجربة تختلف من شخص لآخر وتعتمد على الأسباب والسياق الشخصي و يمكن أن تكون إما عملًا طبيعيًا للتفكير والنمو الشخصي أو تكون مؤشرًا على مشكلة صحية نفسية أو هروبًا من الواقع وقبل فترة وجيزة وإلى الآن ، يحصل عندي رغبة وشعور بالصمت والعزلة دائماً اتساءل وهل هذه الرغبة والشعور من ألاعيب العقل ؟؟؟
يجب العلم أولًا أن الإجابة على هذا السؤال ليست ثابتة، فهناك بعض الأوقات التي ينعزل فيها شخص عن الناس ويكون ذلك نضج فكري لأنه لا يجد تقديرًا أو لا يجد أشخاص يفهمون، وعلى الجانب الآخر قد يكون فعلًا مرض نفسي، وعلى الجانب الآخر أيضا قد يكون هروب من الواقع و
تمر بك أوقات تحس فيها أن روحك تسلب منك نحو الأزل، ويملأ الصمت جميع حواسك بعد حدث أمر ما مررت به، أو بعد موقف صدمك بشيء معين لم تتوقع حدوثه يومًا .. على الرغم من أن العزلة والانطواء في بعض الأوقات يمكن أن يكون له أضرار كثيرة، ولكن على الجانب الآخر له بعض الفوائد حيث 
 يمكننا التأمل بشكل صحيح وأن نكون  أكثر ذكاءاً وتركيزاً العزلة في بعض الأحيان تزيد القدرة على التفكير في كل شيء وتزيد من راحة البال والفكر بشكل كبير
التفرغ للعبادة تعد من فوائد العزلة في الإسلام
وتساعد في الشفاء من مشاكل كثيرةوتجعل الإنسان يستمتع بأشياء تحدث حوله ومن هُنا نقول أن العزلة راحة نفسية للكثيرين وحيث يعتقد البعض أن في العزلة  نضج وراحة وهدوء واسترجاع للنفس وأشاروا إلى أن العزلة لمراجعة الحسابات ..
أما العزلة السلبية :
والتي يقصد بها الابتعاد عن الناس ، وعدم الاختلاط بهم ، والتهرب من التواجد في الجلسات والمناسبات الاجتماعية وقد أُجريَت العديد من الدراسات حول العزلة الاجتماعية، وكان من أبرز نتائجها:وبحسب بعض الدراسات التي تشير إلى انه يشعر 40% تقريباً من الناس بالعزلة في إحدى فترات حياتهم، ولكنَّ عدداً قليلاً منهم يعلم بانعكاسات العزلة
يمكن تلخيص التأثيرات السلبية للعزلة بالنقاط التالية: تتسبب في الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية وتزيد حالات الاكتئاب والقلق والتوتر وتؤدي لنقص تقدير الذات وفقدان الثقة بالنفس ، وتؤكد  الكثير من الدراسات على أنه هناك عزلة إيجابية نحتاجها جميعنا؛ وهي تخصيص بعض الوقت من يومنا لنجلس به مع أنفسنا، للاسترخاء والتركيز مع ذواتنا وتنميتها، وإعادة النظر في حياتنا وأعمالنا وأهدافنا، وتكون هذه المساحة الزمنية مقدسة في يومياتنا، ولو كانت لمدة 10  دقائق ولكن مع الانتباه وكامل الوعي لعدم الوقوع ف فخ العزلة الاجتماعية، وسلبياتها على صحتنا وحياتنا.