|

وتمضي الحياة ..

الكاتب : الحدث 2024-01-27 03:10:05

 

بقلم🖋️نهاد فاروق قدسي 

لِنمضي في حياةٍ هادئةٍ نحتاج دومًا إلى طمأنينة الشعور .. دفء الكلمات .. عدالة الميزان .. توسُّم الخير .. السكينة في كل شيء .. معنى خاص للحب .. ذكريات لطيفة من الماضي .. فهم الأشياء كما نحسها .. الثقة العمياء المطلقة بلا حدود .. 
لِنمضي في حياةٍ هادئةٍ لانحتاج لاستعجال الأشياء ؛ بل ندعها تأتي من تلقاء نفسها .. لانحتاج لأن نعاتب على الخطأ مرتين أو نأخذ الحياة بشكلٍ جِدِّي .. لانحتاج لأن نجيد المنافسة فالركب كله لايعنينا .. نسلك طرقًا خالية لاتلمح أعيننا غيرنا .. نسير وقتما نريد وكيفما نريد .. نتوقف .. نتأخر .. وإن غيرَّنا الوجهة لن نكترث أبدًا .. كل شيءٍ سيأتي في وقتهِ وحينه .. ولن يتأخر أحدٌ عن قدره ..
لِنمضي في حياةٍ هادئةٍ لانحتاج لأن نتبنى قناعات الآخرين .. أو نعيش حياة لا تشبهنا .. أو نهتم بما يظنه الآخرين فينا .. نستشعر دومًا آية" إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " .. لدينا بصمة تميزنا وكاريزما لا تليق إلا بنا .. رائعون انتقائيون في علاقاتنا .. وجودنا فارق وغيابنا حارق .. فخورون بأنفسنا .. معتزون بتجاربنا وبكل ما نحن عليه الآن .. نحن أولئك الذين يَدَعون كل شيءٍ في يد الله ؛ لأننا موقنون تمام اليقين بأننا سنرى يد الله في كل شيء ثقةً وعونًا وأمانًا .. لا نحقد ولكن لا ننسى الإساءة والخذلان .. لا نكره ولكن تبقى صور الخيبة عالقة بدواخلنا .. تعزُّ علينا أنفسنا ونعزُّ عليها .. لا مانع من الانطفاء قليلاً .. ولو لوقتٍ قصير .. ثم نعاود بعدها المسير وسرعان مايشتعل فينا فتيل الأمل ثم بسرعة البرق لأهدافنا نصل .. ندرك بأن ليس كل أمرٍ في الحياة يستحق مِنَّا ردة فعل ، فكل شيءٍ يمرُّنا عابرًا كومضة .. 
لنا زوايانا الخاصة التي لاينظر للأشياء منها سوانا .. ممتنون للأخطاء التي أوصلتنا إلى المرحلة الملكية بعقلٍ واعٍ .. ونفسٍ راضيةٍ .. وفكرٍ متيقظٍ .. نُقلِّص الدائرة من حولنا .. نتخطَّى بجدارة .. نتخلَّى بسرعة .. تبلغ حالات اللامبالاة منَّا مبلغها .. نتوقف عن الشرح والتبرير .. مهما مررنا بأوقات عصيبة وظروف قاسية لانفقد بريقنا ؛ بل نزداد توهجًا .. 
نطمئن حينما نسمع هذه العبارة " إنَّ الله يخبئك لِـ مَنْ يشبهك " أي الأشخاص الذين سنتعثر بهم في حياتنا .. أجمل قدر وأجمل عثرة .. أشخاص يكتفون بنا عن العالم .. يشعرون وكأن الصدفة التي جمعتهم بنا هي مَنْ مَنَحتهم سعادة الدنيا .. يحتفظون بكل مايتعلق بنا داخل قلوبهم .. يروننا أعظم انتصاراتهم .. يهتمون بأدق تفاصيلنا .. يخافون خسارتنا .. يتقبلوننا بكل عيوبنا  .. لايملُّون من تكرار أحاديثنا .. خُلِقت العلاقة معهم للراحة والألفة وليس للدخول في معارك الجدال و وحول الزيف والمهاترات .. قلوبهم وُجِدتْ لتكون ملاذًا آمنًا لها لا لِـ شقائها .. 

في النهاية .. ثمةُ احساسٌ جميل .. مشاعرنا في ذمة أنفسنا .. والخير قادمٌ لامحالة .. وكل شيءٍ على مايرام .. وتمضي الحياة ..