|

هِيَّ الناس مُش طايقة بعضها ليش ..؟!!

الكاتب : الحدث 2024-02-04 03:26:14

د/ سلمان الغريبي 
-----------------------


(رجاءً إقرأوها للنهاية بِتمعن)
وصف جميل يصف وضعنا الحالي ، ويلامسه من الداخل ومن صميم الواقع ويقع فيه كثير من الناس .. باختصار : كُلنا نختلف في الوصف و التعبير  على الرغم أن النتيجة واحدة لدى الجميع ..  لكن لكلٍ منَّا طريقته الخاصة في السرد والوصف .. وهذا لا يعني أن أي شخص خالفك في سرده و وصفه أنك أنت على خطأ أو هو على خطأ ..! المشكلة تكمن في الاختلاف في وجهات النظر فقط ليس إلا .. مع وجوب وجود التقدير والاحترام المتبادل بين الجميع من كل النواحي كالنقاش مثلاً  " فاختلاف الرأي لايفسد للود قضية".. ومن هنا كثير من الناس لا يعي كل هذا حيث تأخذهم العزة بالإثم لفرض كل ما قالوه حتى ولو كانت النتيجة واحدة .. وهنا تكمن نقطة الخلاف وتبدأ معها المشاكل بين كافة الأطراف وخصوصًا بين الأقرباء والأصحاب و الجيران .. وذلك كما وصف سببه البعض : "مقصود لم يُفهم" .. "أو مفهوم لم يُقصد" .. ويكون حلها بسيط وبسيط جداً وبخطوتين لا ثالث لهما : استفسر عن القصد أو أحسن الظن به .. فخلاصة القول من كل ذلك .. إذا خانك التعبير لا يخونك التفسير وتتعالى على الجميع واعلم دون أدنى شك أننا اليوم نُصلي مع بعضنا البعض في صفٍ واحد .. وغدًا قد نُصلي على بعضنا البعض متفرقين مودِّعين .. فليس في هذه الدنيا الفانية ما يستحق أن نختلف عليه ونتفرق من أجله ونكره بعضنا البعض .. فكم من أشخاصٍ كانوا معنا يتسامرون ليلاً صحيحي الجسد مُعافو الأبدان ، وفي الصباح قالوا : فلان وافاه الأجل المحتوم دون مُقدمات أو إشارات أو حتى سابق إنذار ( رحمه الله وغفر له وتجاوز عنه )  .. فعنوان الدنيا " كل من عليها فان"  والآخرة " خالدين فيها حسنت مستقرًا ومقامًا " يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ) وقوله تعالى :(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ وَ لَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ) صدق الله العظيم ...
وفي الختام .. هناك قِلة قليلة من البشر حُثالة بعيدين كل البعد عن كل هذا وذاك ، تراهم يسيرون عكس هذا الاتجاه ..! لايقصدون المقصود الذي يجب ، ولا يفهمون معنى المفهوم الذي يمشون عليه ..! وتجدهم في الصفوف الأولى في المساجد خاشعين وعلامة السجدة تعلو جباههم و هم للأسف الشديد يسرقون وينهبون حقوق الناس وينسبونها لهم دون وجه حق ظلمًا وعدوانًا بالباطل .. ومنهم من ينكُث العهود والمواثيق كذبًا وزورًا وبهتانًا وطمعًا وحقدًا وحسدًا بيانًا عيانًا ولم يبرؤوا ذِمم آباؤهم في قبورهم بعد وفاتهم والعياذ بالله .. والله بهم مُحيط يعلم خائنة أعينهم وما تُخفي صدورهم .. فاللهم اكفنا شرورهم وردَّ كيدهم في نحورهم .. واللهم سلِّم مجتمعنا منهم ومن أذاهم وطمعهم و حقدهم وحسدهم وسوء نياتهم وأخلاقهم .