|

أخبروهم .. قبل دخول شهر رمضان ..!

الكاتب : الحدث 2024-02-28 01:32:11

للدكتور / سلمان الغريبي
-----------------------
أخبروهم ثم أخبروهم بكلامٍ يُتداول بيننا وخصوصًا في مثل هذه الأيام قبل دخول شهر رمضان الكريم .. من هنا وهناك وزدنا عليه عسى الله أن ينفع بِهِ ، ومن سُباتهم وغفلتهم يفيقون ويبصرون ويعقلون ...!
 أخبروهم بصدقٍ ... عن أهمية هذا الشهر الفضيل وعن ليلةٍ فيه خير من ألف شهر ، وأنه شهر الصيام و القيام والتوبة والرجوع إلى الله وعن كل شيء يغضب الله فهو فيه حرام ، فهو ليس صيام عن الأكل والشرب فحسب والكل يعرف ذلك دون أدنى شك ، ولكن الشيطان مازال مُغويهم و مُسيطر على عقول وقلوب كثير منهم والعياذ بالله ...!
أخبروا .. الذين لايخافون الله في السر والعلن ومنهم الكاذبون والمنافقون وسارقي حقوق الناس في الليل ، وفي النهار ناكثي العهود و المواثيق الذين لم يبرئوا ذمم آباءهم ولم يصدقوا مع الله بما تعاهد وتكاتب عليه آباءهم قبل مماتهم ولم يُسددوا ديونهم بعد مماتهم وهي وأعمالهم مُعلقة في رقاب آباءهم بين السماء والأرض إلى يوم يبعثون والله المُستعان ...!
أخبروهم ... لعلهم يخافون الله و يرتدعون وإليه بصدقٍ يرجعون ويهرعون ... !
 أخبروهم ... أن مَنْ يصوم في بيت اغتصبه فلا صيام له ولا زكاة ...!
 أخبروهم ... أن مَنْ يفطر بعد صيامه بمال منهوب لا صيام له ولا زكاة ...!
 أخبروهم ... أن مَنْ عليه مظلمة فعليه ردها إلى أهلها والتوبة قبل أن يزكي ويتصدق ...!
أخبروهم ... أن مَنْ يمنع إخوانه وأخواته من الميراث ويأكل حقوقهم لاصيام له ولا زكاة ...!
أخبروهم ... أن المال الحرام لا تخرج منه زكاة ولا صدقة ...!
 أخبروهم ... بصلة الأرحام وببر الوالدين .. أخبروهم بحقوق الجار والعامل والخادم وكبار السن ...!
أخبروهم ... بحرمة المال العام وحرمة نهب المال العام وحق الطريق ...! 
أخبروهم ... بمسؤولياتهم تجاه أولادهم ومسؤوليتهم عن تصرفاتهم ومتابعتهم وحُسن تربيتهم ...!
أخبروهم ... بحرمة احتكار السلع والتلاعب بالأسعار ...! 
أخبروهم ... أن الدين معاملة وليس مجرد شعارات من أداءٍ للصلاة والصيام والزكاة والحج ونطق للشهادتين فقط ...!
أخبروهم ... أن مابينك وبين الله هين فهو الرحيم العظيم  يغفر الذنوب جميعًا وأن مظالم العباد لا فكاك منها إلا بالتوبة وإعادة الحقوق إلى أهلها ، أما قتل النفس التي حرم الله فلا فرار منها ، وإلى يوم الحساب سيكون الحساب والاقتصاص والله المستعان ...!
أخبروهم ... بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة والكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة والرفق بالحيوان صدقة وسرور تدخله على نفس أو قلب إنسان صدقة ...!
وأخبروهم ... وأخبروهم وأخبروهم بما يفيد وينمي المجتمع ويزيل الأحقاد والضغائن ، فالقائمة تطول وتطول بالأهم ثم المُهم لكي يصلح المجتمع و يهنأ الناس بالحياة الطيبة الكريمة وتتحقق لنا جميعًا الغاية من الصيام والقيام وإجابة الدعاء للفوز بالجنان والعتق من النيران ...!
وختاماً : أخبروهم .. ثم أخبروهم لعلهم يعقلون ويهتدون وإلى ربهم بقلوب صافية نقية يرجعون قبل فوات الآوان .. وحينها لاينفع مال ولابنون إلا مَنْ أتى الله بقلب سليم ... والله من وراء القصد يعلم خائنة الأعين وماتُخفي الصدور وهو على كل شيءٍ قدير .