|

( فرعون في كلُ مكان )

الكاتب : الحدث 2021-06-26 12:42:24

داخِل كُلٍ شخص منا ديكتاتور صغير إما أن نتغلب عليه ونُوجِهه أو أنه سيتمكن منا ويجعلُنا نطغى.. 
وهُناك صنف ضعيف يُغذي الآخرين ويُعينهم بضعفه وخضوعه؛ حتى يتحولوا لِجبابِرة مُستبدين..

هُناكَ من يطغى بلسانه.. وهُناك من يطغى بيده.. لا فرق فكِلاهُما طاغٍ..
وهناك من يطغى بالخضوع لطغيانهم..

فكُل ظُلم يُولِّد ظالم وكل ظالم هو مُعتدٍ.. 

ما يخطر على بالنا عندما يُقال ظلم تلك المظالم الكبيرة؛ ماذا عن تلك الحقوق الصغيرة الضائعة التي لا نُلقي لها بالاً!..
تلك الظُلمات التي نسمح أن تقع علينا أو نكون نحن من يوقِعُها على الآخرين..
تلك الإهانة التي كسرت قلباً، تلك الروح التي أوغَرتَ صدرها على الأُخرى، تلك الدمعة التي سقطت بسببك وذاك التمجيد لمن لا يستحق فقط لإسكاته وتجنُّب شره...
كُل هذا نوع من أنواع الإستبداد الذي يُغذي الديكتاتور بداخل الإنسان حتى يتحول لفرعون ويتفرعن على من حوله... 
وفي النهاية نحن الذين خلقنا هذا المُستبِّد في كل مكان بالسماح لأنفسنا بالتجاوز على من هو دوننا أو بالصمت وتقبل تجاوزات غيرنا علينا...
لنتوقف عن صنع الطواغيت .. كما أن الله سيحاسبنا على ظلمنا لغيرنا سيحاسبنا على ظلمنا لأنفسنا بتقبلنا الظلم؛ سيحاسبنا على صمتنا وخضوعنا..
سيحاسبنا على اللافعل..
نعم؛ قد تكون مظالمك واسوأ ما أنت فاعله هو (اللافعل) في حين كان بإماكانك أن تُنصِف في حق نفسك وفي حق غيرك قررتَ الصمت واللافعل..

ففي كل بيت فرعون و في كل مؤسسة  وفي كل مدرسة وفي كل مكان.. 
لنتوقف عن صنع طواغيتنا ..
ولِنُوقِف كل قَاهِرٍ عند حده فالحقُ بيِّن والباطل بيِّن..

دُمنا ودُمتم أقوياء مُنصفين، لا ظالمين ولا مظلومين.

مسعودة ولي

@masudah77