|

النادمون الراغبون في العودة لِحُضن الوطن ..!

الكاتب : الحدث 2024-03-09 01:30:42


للدكتور / سلمان حماد الغريبي


‏خذوا العِبر والدروس من النادمون الراغبون في العودة إلى حُضن الوطن :
ماذا استفادوا من خيانة الوطن ..؟!
وأين عنهم الذين شجعوهم على ذلك؟!
فلا كرامة ولا شرف لمن لا وطن له ..!!
يستغلونهم أعداء الوطن لأغراض سيئة في نفوسهم ومآرب خبيثة؛ خدمةً لأجندات خارجية تتربص بنا وبهم ولا تريد الخير لنا ولهم حسدًا وحقدًا منهم وطمعًا في ثرواتنا وخراب ودمار لمُجتمعنا .. ثم يقذفون بهم بعد أن تنتهي مُهمتهم منهُم في شوارع الغرب يسكنون فيها وبجوار حاويات نفاياتهم يأكلون منها بقايا عَفَن أكلهم ، والمشاهد على ذلك كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شاشات التلفاز ..!! فأين اندثرت أخلاقهم وذهبت عقولهم عندما غُرر بهم ، واستسلموا لذلك وساروا في طريق الغواية والنذالة والخساسة وخيانة الوطن؟! وماذا استفادوا من كل هذا سوى الذل والهوان والمهانة والخزي والعار وخيانة الأوطان ..!! وهاهم الآن يندمون ويناشدون ولاة الأمر بالصفح عنهم ويتمنون العودة إلى حضن الوطن .. فخذوا العِبرةَ والحذر يامن يوسوس لهم شيطانهم ويلقي بهم في دروب القذارة ثم يندم حيث لا ينفع الندم ويقولون : يا ليت إللي حصل ما كان ..!! فخيانة الوطن ذنبًا عظيمًا لايُغتفر وخٌلقًا سيئًا و ذميمًا ، وهي من الأعمال التي نص القرآن الكريم على أن الله لا يحب فاعليها يقول الله سبحانه وتعالى : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) صدق الله العظيم .. وهي من ضمن الأعمال الخسيسة الذميمة التي استعاذ منها نبينا صلى الله عليه وسلم ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ» أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني، وصاحبها متوعَّدٌ بالنار والعياذ بالله ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ، وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ) .. أخرجه ابن حبان، وحسنه الألباني، و لن تجد عاقلاً يخاف الله ويتقيه يرضى بأن يتصفَ بهذه الصفات، كما أن من عادات المسلمين والعرب كافة المتجذرة في أصولهم الابتعاد عن الخيانة وذم الخائن واحتقاره ومدح الأمين ورفعة شأنه .. أما الخيانة الوطنية وهي أشد قبحًا فهي تتضمن محظورات كثيرة متنوعة منها ما يتعلق بقبح الخيانة في نفسها .. ومنها أن الخيانة الوطنية نكثٌ للبيعة .. ونقضٌ للعهد .. وحِنثٌ من الأيمان التي يقسم بها المسؤول أمام ولي الأمر ثم ينكرها.. ونقض البيعة من أشنع الأوزار بعد الشرك بالله لما فيه من مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولما ينطوي عليه من المفاسد العامة وزعزعة للدين والأمن بغير وجه حق .. ولأنه يؤدي إلى جر الأضرار الفادحة وأضرار تمس ضروريات الدين كلها بلا استثناء ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وَسَلم يَقُولُ: ( إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِواءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنٍ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الإِشْرَاكُ بِاللهِ تَعَالَى أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلاً عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يَنْكُثَ بَيْعَتَهُ) أخرجه البخاري واللفظ لأحمد في مسنده .. فمن أقبح الخيانات خيانة الوطن وطعنه في الظهر .. فخيانة الوطن لن تمنحه الراحة والطمأنينة التي يتخيلها ويسعى لها لأنها من وهم غواية الشيطان ولأنه خان وطنه ولم يخلص لقيادته، ولم يتمسك بروح الجماعة، وعندها مستقبلاً بعد فوات الآوان لن ولن ينجو من تأنيب الضمير والشعور بخسارة دينه وخلقه ووطنه يومًا ما مهما طال اغتراره بالوهم الذي أغواه به شيطانه .. وعندها سوف يخسر كل شيء ولا كرامة باقية له ولا السلامة موفورة له مهما تنقل هنا وهناك .. فالمكر السيء النتن لا يحيق إلا بأهله وبمن سار على طريقهم واتبع هوى نفسه الشيطانية الأمارة بالسوء .. فاحذروا من هذه الأوهام الواهية الكاذبة فلا أمن وأمان وسلامة وراحة بال إلا في حضن وطنكم فوق أرضه وتحت سماءه والله المستعان ، و أسأل الله أن يهديكم ويصلح شأنكم ويردكم لوطنكم نادمين تائبين تخافون الله في السر والعلن .