بقلم : حافظة الجوف
----------------------- 

 يوم من أيام العطاء الذي تشهده المملكة اليوم للعمل الخيري، إنها ثقافة العطاء بلا مقابل، التي تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين إلى تعزيزها وغرسها في نفوس مواطنيها، فالعمل الخيري هو مفهوم متجذر لذلك العمل الذي يقدمه الإنسان من أجل مساعدة الآخرين والشعور بالراحة النفسية عند تقديم الخدمة لهم ، بحيث يعطي الإنسان ما لديه عن طيب خاطر، دون أي ضغط، أو توقع مقابل؛ من أجل تقليل معاناة إنسان آخر، وليس لكسب شهرة، أو لقب فاعل خير بين الناس ..
للعمل الخيري أهمية لا تنتهي فعندما نستشعر روحانية هذا العمل وإخلاص النية الداخلية عند القيام بالعمل الخيري أكثر من تأثير العطاء نفسه على الآخرين، إذ تتجلى قيمة هذا العمل ويتكامل بوحدة الكلام، والعقل، والسلوك، وعلى إثرها تتحقق فوائد مذهلة للشخص المانح، والشخص المتلقي لتلك المنحة، وللمجتمع ، هذا ولا يفوتنا أثر العمل الخيري في تنمية المجتمع والأفراد، فترى الكبير والصغير، الغني والفقير يتسابق لوضع بصمة خير ،الأمر الذي يسهم بتنمية ، وتعزيز الوحدة  والمحبة بين أفراد المجتمع، كما يعزّز العمل الإنساني الثقة بالنفس، ويرفع من احترام الإنسان لنفسه، و يمنح الشخص شعورًا بالفخر والاعتزاز والانتماء، والرغبة المستمرة في مساعدة الآخرين. 
هذا وأثبتت الكثير من الدراسات في علم النفس أن العمل الخيري والمشاركة في مساعدة الآخرين يُقلّل من فرصة الإصابة بالاكتئاب النفسي والعزلة الاجتماعية، ويُقلل من القلق والتوتر الذي يعيشه بعض الأشخاص . 
وإن العطاء الإنساني مفهوم عظيم وكبير، يبدأ من رفع الأذى عن الطريق ويصل إلى توفير التعليم والمأكل والمسكن لمن يتمنونه . 
وكما هو معروف يتسم العمل الإنساني بقدرته على جمع المحبة والمودة والسكينة في قلوب البشر على اختلاف أعراقهم وأصولهم، فترى الكبير يساعد الصغير، والمسلم يساعد غيره في سد جوعه وعطشه؛ إذًا علينا جميعًا كبشر بعد أن وعينا الأهمية القصوى للعمل الإنساني أن نتكاتف ونتآزر لدعم  المؤسسات والحملات الخيرية الرسمية التي تطلقها الدولة تحت إقرار من حكومة المملكة وأولها منصة إحسان هذه المنصة الوطنية السعودية الرسمية للعمل الخيري التي تعمل على تطوير الحلول التقنية المتقدّمة واستثمار البيانات والذكاء الاصطناعي والتي تتمثل أهدافها في تعزيز ثقافة التبرع والتكاتف المجتمعي ،ودعم المشاريع الخيرية والحالات الإنسانية ،حيث عملت على إتاحة التبرع على قنوات رسمية مصرحة من قبلها تساهم في رسم البسمة على وجه كل محتاج .