|

علاقات زائفة ..

الكاتب : الحدث 2024-03-18 07:52:31

كتبه ✍️ فهد الشراوي 

علاقاتنا القديمة كانت تتسم بالبراءة ، فكنا ناخذ بمقولة : "ما من محبة إلا من بعد عداوة "لكن في علاقاتنا اليوم نحتاج لنأخذ برأي الماعز حيث أني كتبت في إحدى خواطري  عن الماعز والذئب الصديق الوفي .
ففي أحد الأيام ، وفي غفلة الراعي حضر الذئب إلى الحظيرة وحاول استدراج الماعز لإخراجه من الحظيرة دون ضوضاء ؛ فقرر أن يوهم الماعز بأنه صديق له وبذل محاولات مضنية لإقناعه بذلك ، فاقترب من الماعز وبدأ باللعب معه ، ومن ثم أصدر القطيع ضوضاء ليتنبه الراعي، فهرب الذئب واختبأ حتى هدأ القطيع ، ومن ثم عاد إلى الماعز ويعيد الكرة ويخبره بأنه صديق لطيف ولا ينوي إيذاءه أبدًا ، وأن القطيع يشعرون بالغيرة من الماعز وذلك لأن الذئب صديقه ، فسأله الماعز : ولما تريد أن نكون صديقين؟ فأجابه : لأنك حيوان ودود ولديك أطيب قلب في الحظيرة كلها .
هنا لامس كلام الذئب قلب الماعز الذي كان يفتقد للأصدقاء الودودين ، وبدأ بالخروج من الحظيرة مع الذئب وفي كل مرة تبوء محاولات الذئب في أكل الماعز بالفشل،  ولكن في أحد الأيام خرج الماعز مع الذئب وهما يتنزهان شاهد الماعز الغراب ، فقال للذئب : دعنا نذهب للغراب ونسمع مايقول ، فذهبا إلى الغراب ، وكان الغراب يضحك بشدة ويردد : ماعزٌ أحمق وذئبٌ خائن ، فقال الماعز ماذا تقصد بكلامك ؟ فقال: أقصد أنك أحمق والذئب سوف يأكلك في أقرب فرصة تحين له ، فضحك الماعز وقال : نحن أصدقاء منذ زمن ، ولم يأكلني الذئب أو يلحق بي أي أذى ، هذا لأن الماعز كان يثق في الذئب ثقة عمياء ، ولكن في طريق العودة للحظيرة ، انتبه الماعز إلى أن الذئب قد استدرج الماعز إلى منطقة وعرة ؛ لكي يعلق بها الماعز، وأدرك في تلك اللحظة بأن الضجيج الذي كان يصدره القطيع لتنبيه الراعي كان فعلاً نابعٌ عن حب وخوف عليه ، وحينها تنبه إلى أن استدراج الذئب لإخراجه من الحظيرة حب لمصلحته وتحقيق لأهدافه المبطنة وليس حبا للماعز .
هنا نجد من هذه القصة أنه ليس كل من صفق لك أو ابتسم في وجهك يكنُّ لك حبا صادقًا ، وهاهو أصبح لسان حالنا مثل ماردد الماعز ( احذر عدوك مرة واحذر صديقك عشر ) .