|

( إذا عَشّر بَشّر ..!)

الكاتب : الحدث 2024-03-25 07:33:40


د/سلمان حماد الغريبي

 "إذا عَشّر بَشّر" .. مقولة حجازية تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل إشارةً منها بالتنويه إلى سرعة انقضاء شهر رمضان المبارك بعد انتهاء العشر الأولى من هذا الشهر الفضيل .. فلماذا لا نأخذها على أنها فعلاً تباشير و بُشرة خير ..؟! للقبول من رب العزة والجلال ، ولخاتمة طيبة مُباركة ، ولنجتهد فيه أكثر وأكثر في الصلاة والقيام وتلاوة القرآن وتحري ليلة فيه هي خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر ... فها هي الأيام فعلا تَمرُ على عجل والفائز مِنَّا مَنْ اغتنم مثل هذه الفرص قبل انتهاء الشهر ..! فالثلث الأول منه قد انقضى ومَرّ .. وها نحن في الثلث الثاني .. فسرعة هذه الأيام توحي لنا بقرب انقضاء هذا الشهر الفضيل ولكنها لن تخرجنا من أجواءه الإيمانية ونفحاته الروحانية والتي كانت لنا كمزرعة من الخير والحب والجمال .. مُطهرة للقلوب من أوجاعها وهمومها .. باعثة في النفوس بعباداته وفعاليات لياليه التي نعيشها في كل لحظاته راحة النفس والتقرب لله والتسامح والألفة والمحبة والرحمة والصدق والإخلاص والكلام الطيب وسعة الصدر واحترام مشاعر الآخرين من أوله لأوسطه لأخره .. بعيدة كل البعد عن التعالي والكبر والخوض في أمور لاصلة لها بهذا الشهر الكريم ..  فاللهم أسعد أرواحنا بتباشير السعادة والمسرات، وأجبرنا جبرًا أنت وليه فإنه لايعجزك شيئًا في الأرض ولا في السماوات وأنت السميع العليم ، واشرح صدورنا ، وأرح قلوبنا ، وأزح منها كل خوف يسكنها وكل ضعف يكسرها وكل أمر يبكيها ولا تفجعنا ياالله في مستقبلنا ولا في أنفسنا ولا في أهلينا وأولادنا وأحفادنا وأحبتنا أجمعين ، واجعلنا ممن عرجت بأسمائهم إلى السماء حُبًا وبرًا وصلةً بين فوج الأدعية المستجابة إن شاء الله .. وأتمم علينا الصحة والعافية والسلامة وراحة البال وارزقنا السعادة في الدنيا والآخرة .. ولا تُخرجنا من رمضان إلا مجبوري الخاطر وقد أسعدت حياتنا ، وأصلحت أحوالنا ، وغفرت ذنوبنا ، وتقبلت صلاتنا وصيامنا ، وسترت عيوبنا ، وجبرت خواطرنا ، وعتقت رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار ، ورزقتنا الرضى بما كتبته لنا ، وبارك لنا فيه ووفقنا لكل ما تحب وترضى إنك ولي ذلك والقادر عليه .