|

٠٠ استراحة القلم ٠٠

الكاتب : الحدث 2021-06-27 07:19:47

يقال في المثل العامّي العِلم صيد والقلم قيد ، وربما لم يُخطئ قائل هذا المثل ، لأن العِلم مثل الصيد والقليل من الناس من يظفر بالصيد أي القيل من الناس يكون متعلما وحافظًا لذلك العِلم ، والقلم قيد وما أكثر الناس الذين يقيدون بالقلم معاملاتهم وملاحظاتهم وكذلك جداول أعمالهم اليومية ! 

كان القلم ذات يوم يقوم بعمل شاق وربما لم يجد الوقت الكافي لكي يستريح وحان الوقت لاستراحة ذلك القلم ولو برهة ً من الزمن نظير جهده الذي أمضاه في خدمة العالم بأسره ! 

القلم خدم العلماء والمؤرخين والكتاب والأدباء والنقاد والشعراء وكان القلم يرى بارزًا في اصْدر الوجهاء وكبار القوم ويرمز لحامله انه من ذوي العلم  ! 

حان الآن للقلم أن يستريح في ظل التقنية الحديثة التي عمت أرجاء العالم وطغت سِمتها على الأفراد والمجتمعات وصار ذاك الصيد لم يعد له قيمة وذاك القيد انحلت عُقَده وانخرطت كحبات الخرز حينما تنخرط من خيطها وتبعثرت بين لوحات مفاتيح الأجهزة الإلكترونية الحديثة ! 

حان الآن للقلم أن يخلو بنفسه بعيدًا ولو لبعض الوقت حتى لا يعطي للألسن مجال أن تقدح فيه بما ليس فيه وبما ليس في رفاقه من القول وترمي التُهم عليهم جزافًا ليل نهار بقولهم الأقلام المجاورة، كلا والف كلا أن يكون القلم في يومًا ما مأجورًا بل مأمورًا ينفذ ما صاغه به حامله من القول والمنقول ! 

    ٠٠  جبران شراحيلي ٠٠