|

الطيبون "أشقاء الروح"

الكاتب : الحدث 2024-04-30 05:11:01

بقلم ـ  حافظة الجوف

وجود الأرواح الطيبة في محطات حياتنا رزقٌ من الله .. ولولاه لما مال إلينا قلب ولا أحسن إلينا عابر أو قريب...
الأصدقاء الحقيقيون كالعلاقة بين العين واليد: "إذا تألمت اليد دمعت العين! و إذا دمعت العين مسحتها اليد!" حكمةٌ عربية ٌ قديمةٌ تشعرنا بأهمية العلاقات الاجتماعية الصادقة، فهناك مَنْ يكون حضورهم في حياتك علامة فارقة، يكنون لك التقدير والاحترام في داخلهم، والأجمل نواياهم الصافية والصادقة ، ورائعٌ أثرهم ذلك الذي يتركونه حولك بمعاملاتهم وأخلاقهم، هنا يقال إن الأرواح تآلفت وتقاربت من الروح.
يميل الأشخاص الطيبون إلى تقديم كل ما يستطيعون ويبذلون قصارى جهدهم لمساعدة الآخرين، حتى إن تطلب الأمر مجهودًا إضافيًا يصعب تحمله . قد لا نراهم أقوياء دائمًا ، لكن عندما يتعلق الأمر بمساعدة الآخرين، فإنهم يظهرون قوتهم وعزيمتهم ، فدائمًا يستطيع الأشخاص الطيبون تحمل الآلام والمتاعب أكثر من غيرهم، ويستطيعون غالبًا التحكم في تلك المواقف الصعبة والخروج منها بسلام، ودائمًا لا يحبون رؤية أي شخص عاجز ويقدمون المساعدة كلما كان ذلك ممكنًا .
يتصف الأشخاص الطيبون بالعطف ويهتمون كثيرًا بغيرهم؛ لذلك فإنهم مستعدون للتحدث بصراحةٍ أكثر من الآخرين وذلك بهدف تقديم المساعدة وحل المشاكل، وإن شعورهم النبيل يعطيهم الثقة الكاملة فيما يقومون به.

لكن السؤال الصعب هو: هل هذا الشخص موجود فعلاً ؟ و متى يصبح بمنزلة نفسك وشقيق روحك ؟ 

قالوا إنه نادرٌ جدًا هذه الأيام، أن تجده، ونادرٌ أن يستمر معك، ونادرٌ أن تجد وفاءه؛ لأن المجتمع أصابه التصدع نظرًا لتفوق الجانب المصلحي وسيطرته ، فمبدأ المصلحة في العلاقات الاجتماعية بات هو السائد مما سبَّب حالة من التفكك المجتمعي، وتفكك العلاقات الأسرية على حساب القيم الأخلاقية الاجتماعية ، وانعدام الثقة والتعاون بين الناس بعضهم لبعض، باتت العلاقات محكومة بالمصالح فقط.
وعلاقة المصلحة علاقات مشروطة ومنتهية الصلاحية، إذ ليس هنالك من الوقت ما يكفي لتضييعه ؛ ولذلك علينا أن نكون شديدي الانتقاء في علاقاتنا وأن نختار الطيبين في حياتنا بعناية فائقة.
إلى آخر لحظة من كتابة هذه السطور وأنا ابحث عن "الطيبون أشقاء الروح".