|

" و انثلم جدار الأدب" برحيلك يابدر

الكاتب : الحدث 2024-05-06 02:37:00

بقلم ـ حافظة الجوف

جدار الأدب والشعر والثقافة انثلم بغيابه، لكن عزاءنا أننا نجد في إثارة وآثار أدبه نهرًا عذبًا نتزود منه ما يعيننا على مواصلة الطريق، البدر لامس بشعره الجميع، وعبَّر عن أحوالهم، وهندَّس مشاعرهم على وقع مفرداته وإيقاع الأوزان التي كسا بها قصائده الفريدة، بالإضافة إلى دوره في تطريز الوسط الشعري بفوائد من قصائده الوطنية التي بقيت نابضة حتى اليوم بقوة المعنى، ودهشة الصورة، وسلاسة العبارة، ورشاقة التراكيب ..
رحل أمير الشعراء وشاعر الأمراء ..
غاب البدر وغيابه حضورًا ، فكلماته تسكن الوجدان، والأجمل أن لا شبيه للبدر ، فهو ينافس ذاته في طرح المفردة في الشعر. 
كان متميزا كفنان وكإنسان لن يتكرر، لم أكتب لأعرِّف الناس عنه .. كتبتُ لأننا سنفتقده في كل المحافل التي كان يتواجد فيها ليشارك ويتذوق ويشجع... قيمة سعودية وعربية راقية .. بدر لن يتكرر فهو شاهد على عصره، وربما وضع بصمة ستبقى مدرسة للأجيال القادمة.
عقودٌ من الإبداع شكَّلها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، أيقونة ثقافية فنية شعرية سعودية مجددة، ساهم خلال أكثر من أربعة عقود، في تعزيز الثقافة السعودية وتاريخها في آفاق الفن على مستوى العالم العربي، وكرَّس لها أبعادًا شاملة في خريطة الغناء داخل المملكة وخارجها.
الناس جميعهم منذ الإعلان عن رحيل البدر إلى دار الخلود وهم يرددون "ذبلت أنوار الشوارع وانطفى ضي الحروف".
أثر طيب تركه البدر أسعد نفسه ، وأسعد من حوله بكل ما أوتي من قوة ، ورَّث للناس شيء رائع يتذكرونه على مرّ السنين، رسم ابتسامة لن تغيب عن عيون محبيه عندما قرر أن لا يخرج من هذه الحياة إلا وقد أضاف شيئًا لا ينسى مهما مرت الأيام وتباعدت السنون، وإن ما يميز الأرواح العظيمة، عن غيرها من الأرواح قيمة وجودها.